د. عطور الموسوي ||
سبعون عراقيا من اتباع اهل البيت عليهم السلام من قضاء الدجيل جَمعهم الفرح في زفة تتقدمهم سيارة العروسين “البي. أم. دبليو ” البيضاء، فيما يتقاسم بقية السيارات، عشرون طفلا ينتسبون إلى رجال ونساء تلك الزفة القادمة من منطقة الدجيل الى بغداد.
وهم في طريقهم إلى إتمام مراسيم العرس. توقِفهم سيطرة وهمية نصبها أفراد ما كان يسمى تنظيم القاعدة الارهابي وتذهب بهم إلى طريق شاطئ التاجي شمال بغداد، وتحديدا إلى ” مضيف الشيخ محجوب وهو من عشيرة الفلاحات”.
بدأ المجرمون بقتل الأطفال وبطريقة شنيعة جدا وذلك بربطهم بصخور كونكريتية والقائهم في نهر دجلة، والامهات يتصارخن ، كما أن الرجال قد قُتلوا بدم بارد بعد أن أعدموا رميا بالرصاص وتم القائهم في دجلة حيث يوثقون ايدهم وهم على حافة النهر لتنالهم رصاصات الغدر ويموتوا غرقا .
وأما النساء فقد قامت الزمر الارهابية التكفيرية باغتصابهن وقتلهن ورميهن في النهر .
تم نقل العروسين وهما آخر من بقي من الأحياء إلى جامع قرية الفلاحات “جامع بلال الحبشي”. وفي سرداب الجامع جيء بالمفتي وأصدر حكماً شرعياً باغتصاب العروس وبحضور الشيخ المجرم ابراهيم الجبوري..
وهكذا نفذ ثمانية رجال من تنظيم القاعدة فعل الاغتصاب بعروس امام انظار عريسها الشاب ، وقاموا بالتمثيل بها بقطع ثديي العروس بواسطة “منجل” وهي حية معبرين عن اخس ما عرفته البشرية من نذالة .
ثم قتلوهما وربطوا الجثتين الداميتين بحبل ليتم إلقاءهما بنهر دجلة...فيا لهذا النهر لو اذن له بالكلام لروى لنا جرائم لاتعد..بدأها المقبور صدام عندما اقام مثرامة عليه تهرس فيها اجساد الدعاة لتصبغ مياهه الزرقاء بلون دم قان .. او حين تلقى فيه جثث من يستشهد بالتعذيب كأسرع طريقة للخلاص منها..
الجدير بالذكر اراد سياسيون بعثيون تمييع القضية ومنهم صالح المطلك الذي كان يدافع عن المجرم فراس الجبوري خريج كلية العلوم السياسية جامعة بغداد عام 2004 ويرأس منظمة لحقوق الانسان !!
وشيخ ابراهيم الجبوري شريكه بالاجرام .. من باب انهم من عشيرته وهذا استهداف طائفي !! وكان الاجدر به ان يتبرأ منهم !!
ادركنا خطر مايراد لهذه البشاعة من قبل البعثيين فقررنا مجموعة من الاخوات سجينات سياسيات وعوائل شهداء ان ننظم تظاهرة سلمية نطالب بانزال القصاص العادل بحق الجناة وان لا يتأخر اعدامهم وهم قد اعترفوا امام الشاشات ..
قدمنا طلبا الى محافظ بغداد د. صلاح عبد الرزاق للحصول على موافقة بالتظاهر في ساحة التحرير ولتأمين حماية لنا ، بينما قمنا باعداد فلكسات معبرة عن مفاصل الجريمة واتذكر اننا استملناها من المطبعة ليلا وتم تقطيعها في حديقة دارنا ..وهيأناها للحمل والتعليق .
تضمنت صورا لاطفال يناشدون القضاء بانصافهم واعدام من يتمهم .. وصور للآباء المغدورين وهم يسقطون في النهر فيها نداء للرئاسات الثلاثة باعدام الجناة .. وخطاب للقضاء ان ياخذ دوره في احقاق العدل ..وغيرها ..
وفي صبيحة يوم جمعة الثامن من تشرين الاول عام 2010 خرجنا ونتوقع اننا سنكون وعوائلنا فقط ،لكننا وجدنا عددا من السيارات الكبيرة وينزل منها عدد من من الرجال والشباب من محافظات عديدة ويحملون لافتات بنفس المضمون اعتقد كانوا من مجالس الاسناد ..
واكتظت ساحة التحرير وخاصة بعد ان وصلت سيارات من قضاء الدجيل وفيها عوائل المغدورين يحملون صورهم في مشهد ضجت له وسائل الاعلام ..
وفي عصر اليوم نفسه اعلن القاضي البيرقدار ان اوراق تحقيقهم احيلت الى مجلس القضاء الاعلى ..
وفعلا تم البت في القضية واعدم المجرمون .
كانت فرحتنا كبيرة لاننا ادينا بعض الواجب تجاه اولئك المغدورين ظلما وعدوانا فقط لانهم شيعة ..
وما اكثر مثيلات لهذه الفاجعة جرت وانطوت عبر سنوات قليلة فما احوجنا للتوثيق ..
والحمد لله رب العالمين
الاثنين
5 ربيع الثاني 1444
31/10/2022
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha