ماجد الحداد ||
بعد أن تخطى العراق المرحلة المظلمة (حكومة الكاظمي) و تخلّص من حكومة جاءت على أنقاض الفوضى (تشرين) ، تم تكليف المهندس محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء و تم التصويت على الكابينة الوزارية و نال ثقة مجلس النواب ، و قد أعلن رئيس الوزراء عن منهاجه الحكومي في مناسبة سابقة و قد ارتكزت على أن تكون حكومة خدمية و تُعيد ثقة المواطن بالدولة .
هذه الحكومة اليوم هي أمام تحديات كبيرة على جميع الأصعدة و المستويات ، و لعلَّ أبرزها :
🔹 الجانب السياسي : لقد وصلت الأحزاب و الكتل السياسية الى حالة من الخصومة و العدائية بشكلٍ كبير ، الأمر الذي وصلَ الى الصِدام المُسلّح و الإغتيالات المنظمة ، و أبرزها أحداث المنطقة الخضراء ، في ليلة 8/30 (ليلة الانقلاب الفاشل) ، يجب أن تكون الحكومة راعية لفتح جلسات الحوار بين القوى السياسية جميعًا ، و العمل على استمرار العملية السياسية بالطرق السلمية حصرًا .
🔹 الجانب الاقتصادي : أن أبرز الملفات الإقتصادية المطروحة ، هو تغيير سعر صرف الدولار و الذي كانت أهم مبرراته خفض العجز المالي بالموازنة ، و قد كان هناك حلول أخرى للمشكلة المالية إلا أن الحكومة السابقة لم تأخذ بها ، و طبّقت قرار تغيير سعر صرف الدولار ، و كان المتضرر من هذا القرار هو المواطن .
المسألة الأخرى أن طموح أغلب الشباب العراقي هو التعيين الوظيفي ، و لأن أعداد الموظفين هائلة ، و لا تستطيع الدولة تعيين جميع المواطنين و فتح درجات وظيفية كبيرة ، ينبغي التوجّه الى إعطاء القروض المصرفية للخريجين للاستثمار في القطاع الخاص .
🔹 الجانب الأمني : و لأنها كانت تعيش على الفوضى إزدادت ظاهرة السلاح المنفلت في الحكومة السابقة ، و أستمر مسلسل استهداف المنطقة الخضراء بصواريخ الكاتيوشا حتى جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية ، و قد ثَبُتَ لدى الأجهزة الأمنية في وقتٍ سابق عن الجهة المسؤولة عن ذلك .
لذلك ينبغي من الضرورة الالتزام بالسياقات العسكرية في الأجهزة الأمنية بعيدًا عن المزاجية السياسية ، و بالخصوص فيما يتعلق بهيأة الحشد الشعبي و إلتزامها بتوجهات القائد العام للقوات المسلحة للدولة ، كذلك يجب على جميع قيادات و أمراء الألوية كافةً الإلتزام بتوجيهات رئيس الهيأة و رئيس أركان الهيأة ، و ما عدا ذلك يُعَد خارجًا عن القانون .
و ضرورة الحد من النزاعات العشائرية و إنهاء جميع المظاهر المسلحة .
يجب أن يتكاتف الجميع من أجل نجاح هذه الحكومة ، لأن نجاحها يعني شفاء العملية السياسية ، يجب أن يستعيد المواطن ثقته بدولته ، إذ شهدت الانتخابات الأخيرة مقاطعة جزء كبير من الشعب العراقي .
https://telegram.me/buratha