السيد محمد الطالقاني ||
تعتبر الجامعات بمثابة منابر النّور والهداية المجتمعيّة والأمميّة، والصروح العلمية الكبيرة في المجتمع التي يقع على عاتقها عملية قيادة المجتمع وتطويره, فمنها يتحقّق التأثير والتأثّر الإيجابي والتنمويّ المطلوب للتغيير والنهضة الشاملة، ومنها يتم صنع نواة القادة والمؤثّرين في المجتمع في مختلف المجالات السياسيّة والاجتماعيّة والفكريّة وكافّة المجالات النهضويّة الأخرى.
وقد اسهمت الفتاة الجامعية المسلمة اليوم بشكل فاعل ومؤثر في تطور واستمرار الحياة الفكرية, فكان لها الدور الريادي في رفد هذه الحياة بنتاج معرفي مميز, وبمختلف المجالات العلمية التي شهدت ظهور نخبة متميزة من النساء المسلمات, كان لهن أثراً كبيرا في نشر العديد من العلوم والمعارف في كل بقاع العالم.
واليوم نرى الفتاة الجامعية المسلمة تقف بصلابة امام الغزو الثقافي الغربي, الذي تسلل الى الجامعات واستطاع ان يغري ضعاف النفوس من الفتيات, ليصور الجامعة لهن على انها مكان للعلاقات والتسكع وعرض الازياء اولا , ثم العلم ثانيا, متناسين القواعد والاسس التربوية والاخلاقية التي ارست بناء الحرم الجامعي
ان الفتاة الجامعية المسلمة ادركت النقطة الجوهرية التي تميزها عن المرأة الغربية, عندما رات تكريم الله لها, وسمو قدرها, فاستطاعت ان تسد الثغرات التي لا يمكن أن يسدها الرجل, واصبحت انسانة محورية في محيطها الدراسي داخل المؤسسة الجامعية والاجتماعية في المجتمع, واضحت شعلة الحياة المتوهجة لمستقبل العراق, وبانية حضارة هذا البلد الجديدة من خلال تزويدها بحافات العلوم لتلحق بالأخرين, وتقلص الفجوة بين مجتمعها والمجتمعات المتقدمة الأخرى لكي يستعيد العراق الجريح مكانته الرائدة بين الأمم والشعوب.
فتحية اجلال واكبار لكل الفتيات الجامعيات اللواتي عرفن قدر هذا الحرم الجامعي, وتمكن من الوقوف امام كل المغريات الحديثة.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha