المقالات

الاحزاب السياسية ودولة الفرهود

1314 2022-10-24

عدنان جواد ||

 

ان العملية السياسية في العراق ومنذ 2003 بنيت على المحاصصة، يتم الاتفاق بين الكتل على الحصص بالاعتماد على مخرجات الانتخابات، يعني عدد المقاعد التي حصدتها كل كتلة، لكن في الانتخابات الاخيرة ، وصلت العملية السياسية للانسداد، بين من يريد اغلبية سياسية وبين من يريدها توافقية، والوقت يمضي الى ان تم خرق المدد الدستورية في تشكيل الحكومة، جماعة الاغلبية يدعون انهم مصلحون، وان الفساد في التوافق، حيث يتم توزيع المناصب والحصص، وانهم سوف لن يشتركوا في حكومة تسير على منهج التوافق، جيشوا الجيوش واقاموا التظاهرات واقتحموا الخضراء، وصرحوا بانهم لن يسمحوا بتشكيل اي حكومة توافقية.

البعض قال ان الحل في النظام الرئاسي او شبه الرئاسي، في النظام الرئاسي هناك مخاوف من عودة الدكتاتورية بسيطرة جماعة على السلطة وتهميش الاخرين كما حدث في زمن صدام، اما شبه الرئاسية والذي ينتخب فيه الرئيس من قبل الشعب بصورة مباشرة، وينتخب البرلمان ليكون جهة رقابية وتشريعية، والغاية منها ضمان تشكيل الحكومات بعيداً عن الصفقات والمساومات، لكن هذا النظام لا يرضي الاقليات الاجتماعية، باعتبار ان الاغلبية هي من تهيمن على السلطة التنفيذية، فتواجه الرفض من المكونات خاصة السنية والكردية.

ويرى الكثير من الباحثين في الشأن السياسي، ان المشكلة في الاحزاب السياسية نفسها، ولا توجد مشكلة في القوانين العراقية، وان تلك الاحزاب تدعي انها تكافح الفساد وانها تريد الاصلاح، ولكن شكل النظام يمنعها!!!، وان من منعها من بناء المدارس والمستشفيات والجسور هو النظام السياسي!!، ولا نعلم من الذي يسرق تلك المليارات من الدولارات، اليست هي الاحزاب نفسها؟ ، وفي الانسداد السياسي الاخير، كان من الافضل الالتزام بالكتلة الاكبر وتكليف مرشحها لتشكيل الحكومة، واليوم  وبعد تكليف السيد محمـد شياع السوداني في تشكيل الحكومة، بعض الاحزاب اعلنت انها لن تشارك في تلك الحكومة، وان الاطار الشيعي كما يسمونه اعطى صلاحية كاملة لرئيس الوزراء لتشكيل حكومته واختيار وزرائه، كما يدعون وينشرون في الاعلام، ولم نسمع راي المكلف لحد الان، ولكن العجب العجاب ان اصحاب الاغلبية بالأمس تحولوا الى محاصصاتية، والذين لا يهمهم غير مصلحة العراق والمواطن والقضاء على الفساد!، نجدهم اليوم يؤخرون تشكيل الحكومة، بإصرارهم على وزرات معينة وشخصيات معينة بذاتها، لذلك علي المواطنين والسياسيين ومن يريد لهذا البلد الخير ان يطالب الاحزاب السياسية الالتزام بالدستور وعدم تركه لعبة  بأيديهم يجيرونه لمصالحهم، متى ما تقاطع مع مصالحهم طالبوا بتعديله، والكف عن المصالح الشخصية والحزبية وصراعات المناصب، واحترام القضاء وقراراته ودعمه ، فقوة الدولة بقوة القضاء، وعلى المكلف بتشكيل الحكومة مصارحة الناس بأسماء من يقف في طريقه من الاحزاب السياسية، بفرض شروطها ومرشحها، لأنه غداً هو المسؤول وكلهم ( يطلعون ابرياء) والفاسد فقط رئيس الوزراء، فهذه الاحزاب (تقتل القتيل وتمشي بجنازته)، الى متى نبقى دولة ضعيفة، يسرق بعضنا البعض، تفتك بنا الامراض والمخدرات والجهل، الثروات تنهب في وضح النهار وامام الانظار، حتى ان بعض النواب سموها دولة للفرهود، كل متنفذ ينهب من جهته.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك