المقالات

من سرق القرن؟!

1109 2022-10-24

حمزة مصطفى ||

 

  الديمقراطية حلوة, كل شيء فيها مكشوف وشفاف ومتاح بمن في ذلك السرقات. لايهم شكل السرقة أو مستواها. لايوجد فرق على صعيد المال العام بين الدينار والمليار. كما لايوجد فرق بين من يسرق "باكيت كلينكس" أو بين من يسرق القرن بكامله بدء من هيئة الضرائب الى الكمارك مرورا بالبنك المركزي عبر مصرف الرافدين وبينهما اللجنة المالية في البرلمان ووزارة المالية في الحكومة. لايهم مقدار المال المسرق, الف دينار سعر باكيت الكلينكس أو ملياران  ونصف المليار دولار وبحسابات عملتنا المحلية (3 ترليون دينار عراقي) سعر سرقة القرن. القانون واحد في كلتا الحالتين والسرقتين ومعهما كمية المال المسروق. الأهم هو تطبيق العدالة في النهاية. القاضي لايحكم الإ على وفق أدلة جرمية ومستمسكات أصولية. المادة القانونية رقم كذا من قانون العقوبات العراقي المعدل أو "اللي بعده مامعدل" رقم كيت تحكم بكذا سنة سجن أو كذا مبلغ غرامة وأبو "الباكنة" الله يرحمه. سارق الكلينكس لا يحتاج الى تواطؤ أو شبكة علاقات عنكبوتية ودفع كوميشنات وستمائة وستين كتابنا وكتابكم ومقترحنا ومقترحكم. الحاجة الماسة تدفعه الى سرقة الباكيت لكي يبيعه حتى يشتري "صمون عشرة بالف" دون ان يدور بخلده يوما أن القانون لايحمي المغفلين من أمثاله فقط.

سارق القرن يعرف كيف يغافل ويستغفل ويتغافل القانون وكل قضاة محكمة العدل الدولية. ملياران ونصف المليار دولار لاتسرق الإ طبقا للقانون الغافل المغفل والمتغافل و"ياغافلين الكم الله". كل شيء يجري وفق الأصول واللوائح والإجراءات والكتب والمناقلات والآراء والمقترحات بين عدة جهات. هذه هي الديمقراطية, ما أحلاها. القانون فيها لايحمي نفسه  لكنه يحمي مستغفليه. المهم هو البحث عن الأدلة الدامغة لمحاسبة الفاسدين ممن تخطوا عتبة الحيتان الى الدلافين. ولأن أهم عوامل الدفع الديمقراطي هو الإعلام الذي يحول القضايا الخطيرة الى قضايا رأي عام فإن النظم الديمقراطية التي لاتريد لهذا السبب أو ذاك لمؤسساتها أن تنضج لكي تحمي الديمقراطية يتحول الإعلام فيها الى "لغو عام, لهو عام "وليس "رأي عام" مثلما كتبت قبل أيام تغريدة على موقع "تويتر" بهذا المعنى.

في القضايا الكبرى السياسية او المجتمعية أو الاقتصادية يلعب الإعلام دورا في تحويلها الى قضايا راي عام. وبما أن الحديث يطول في حال أردنا إستحضار أمثلة فإن السؤال الذي يردده العراقيون اليوم هو .. من سرق قرننا "ليكدام"؟ من يملك الإجابة عن هذا السؤال يمكنه الإجابة عن أصل القضية كلها بمتهميها وشهودها ومدانيها. بالنسبة لي الإجابة واضحة وهي أن النظام يسرق نفسه. وطالما الأمر كذللك فإن القبض دائما وأبدا  سيكون .. من دبش.

 

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك