المقالات

اعلام لا يخاطب احدا !

1427 2022-10-16

حافظ آل بشارة ||

 

الاعلام العراقي منشغل هذه الايام بفضيحة سرقة 3.7 ترليون دينار من قبل شركات ، واعتراف وزارة المالية بالسرقة ، واذا كان الحديث عن السرقات فالقضية ليست قضية سرقة 3 او 4 او 5 ترليونات بل هي قضية خلل في التسميات واللغة ، فالنظام العراقي الحالي هو في تعريف الانظمة السياسية هو نظام المافيات ، وهو نظام قائم بالاصل على اقتسام اموال البلد وثرواته بين الاطراف الحاكمة ، وهدف هذا النظام هو جمع الاموال والامتيازات وتكوين طبقة رأسمالية ، واغلب الصراعات الجارية في البلد هي صراعات لأجل اقتسام الثروة ، اذن لا يمكن التحدث عن سرقة اموال فهي ليست سرقات بل هي سياق رسمي وشرعي عام في عمل المافيات الحاكمة ، ومن يتحدث بهذه اللغة فهو بعيد عن الواقع ، خاصة عندما يدخل ضمن الحديث تسميات مثل (هيئة النزاهة) او (الادعاء العام) او (مكافحة الفساد) وغير ذلك ، ولتوضيح القضية اكثر فالاعلام الآن في حديثه عن (السرقات) يشبه موقف واحد يلقي خطابا في شركة لصيد الاسماك ويدعو في خطابه الى ايقاف صيد الاسماك ! ويعدها جريمة وهو يعلم انه العمل الوحيد للشركة ، فمواجهة قضية توزيع اموال البلد بين المافيات هي دعوة لتغيير النظام السياسي المافيوي ، وهذا موضوع آخر مختلف تماما عن موضوع مكافحة الفساد ، فالبلد ليس فيه فساد بل فيه نظام مافيات مرتكز اساسا على تقاسم الاموال . واذا حدثت يوم تظاهرات غاضبة شعارها (ضد الفساد) او اذا استخدم طرف سياسي مليشياته ضد الاطراف الاخرى فهذا كله يعني ان هناك خلافات بين المافيات في توزيع المغانم ، طبعا معارك المافيات تستخدم فيها شعارات مثالية للتغطية على حقيقة الصراع ، لكن الشعب يعرف هذه الحقيقة ، والمافيات تعرف من هي وماذا تفعل ، والدول المحتلة للبلد ايضا تعرف كل شيء ولها حصصها ، اذن هذا الاعلام الذي يتحدث بطريقة اعلام الدول الطبيعية العادية من هو الذي يديره ومن هو جمهوره وماذا يريد؟

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك