عبد الرحمن المالكي ||
هنالك عدة موارد للقوة الناعمة التي يمكن ان يستخدمها العدو في حربه الخبيثة تجاه الافكار والمعتقدات والأيدولوجيات التي فشل عن مواجهتها في الواقع لذا اصبح حتماً عليه استخدام المواقع بأسلوب ناعم وذكي, ومن اهم تلك الموارد, هي:
اولاً: تعزيز القيم و الثقافات الامريكية بواسطة مؤسّسات متخصصة، وكذلك العمل على إضعاف موارد منافسيها وأعدائها.
ثانياً: توسيع مساحة وجاذبيّة الرموز الثقافيّة والتجاريّة والإعلاميّة والعلميّة الأميركيّة من خلال صناعة القادة المزيفين بالضد من القادة الحقيقين الذين لهم باع ومنجز كبير وكذلك تقليص نفوذ منافسيها وأعدائها.
ثالثاً: بسط وتحسين وتلميع جاذبيّة أميركا وصورتها وتثبيت شرعيّة سياساتها الخارجيّة بطريقة التضليل الاعلامي، وصدقيّة تعاملاتها وسلوكيّاتها الدوليّة، وضرب سياسات أعدائها.
ايضاً نشير الى ملاحظة مهمة هي, ان هنالك اختلاف بين الحرب الناعمة والحرب النفسيّة؛ إذ إنّ الحرب الناعمة تركِّز بأساليبها على الاستمالة والإغواء والجذب، دون أن تظهر للعيان، ودون أن تترك أيّ بصمات ، في حين تركِّز الحرب النفسية والدعاية على إرغام العدو وتدمير إرادته ومعنويّاته بصورة شبه مباشرة وعلنيّة.
ان الهدف النهائيّ للتأثير هو : تغيير الهويّة الثقافيّة وتخريب النموذج السياسيّ والوطني الموجود والدفع باتجاه العصيان المدني، مالم يتطابق هذا النموذج السياسي مع مصالح تلك الدولة التي تستخدم القوة الناعمة، ان العدوان الناعم يحاول خلْقَ مفاهيم ومصطلحات ومعادلات ضارَّة بالمجتمع، تعارِض المفاهيم الأخلاقية والروحية التي نعتقد بها، وتشوه القيم الدينية، وتغتال مفاهيم الشرف والرجولة.
نحن في مواجهة شرسة امام زحف القوة الناعمة الفاعلة والمؤثرة في انقلاب الموازين والحقائق وغياب الثوابت وانتاج متغيرات ومواقف تتناغم مع اهداف الحرب الناعمة, فهل نعي اهمية الحرب الناعمة ونؤسس الى مقاومة ناعمة؟
=
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha