المقالات

يوميات عائلة سجين عراقية (إلى السيد رئيس الوزراء المكلف المحترم)

1568 2022-10-14

حازم أحمد فضالة ||

 

    انتُخِبَ (د. عبد اللطيف محمد جمال رشيد) رئيسًا لجمهورية العراق، وكُلِّفَ النائب (محمد شياع السوداني) رئيسًا للوزراء؛ على وفق المادة (76-أولًا) من الدستور.

    نرى أنَّ مَهَمَّة السيد محمد شياع السوداني (رئيس الوزراء)؛ مَهَمَّةً دقيقة، في ظروف محلية ودولية معقدة، لكنه يمتلك عامل الإرادة والإصرار على النجاح، كذلك يتمتع بأدوات النجاح مثل:

1- الدعم المحلي والدولي لاستقرار العراق.

2- توفر مصادر الطاقة العراقية.

3- البرنامج الحكومي ممكن التطبيق.

    ننطلق في مقالنا من العنوان (يوميات عائلة سجين)، لإيصال معاناة العائلة العراقية للسيد السوداني؛ لأنه أكثر من يفهم هذه المعاناة، فهي كثيرًا ما لامست تاريخه الناصع، وسيرته النزيهة البيضاء بحكم عمله، وهنا نشير إلى مسألتين: (العفو العام المشروط، واقع السجون وإداراتها):

1- العفو العام المشروط

    هذا كان أحد بنود الاتفاق بين المؤتلفين في (ائتلاف إدارة الدولة)؛ إذ نصَّ البند على إصدار العفو العام المشروط، أي استثناء جرائم الإرهاب (القتل)… وهذا جيد، للأسباب الآتية:

أولًا: يوجد في السجون مئات المظلومين، ومثلهم من لم يُحاكَموا حتى الآن (لم يُعرَضوا على قاضٍ)؛ مع مرور بضع سنين عليهم في طوامير السجون على ذمة التحقيق!

ثانيًا: بعضهم لا علاقة له بالإرهاب (القتل)، بل هي قضايا (خطف) كُيِّفت على مادة الإرهاب في القانون، وهنا لا نتكلم عن (الخاطف الفعلي المتورط قصدًا)، بل نتكلم عمَّن يسمى (مشارك)! لأنَّ هذا العنوان (مشارك) عنوان فضفاض، يشمل كل من (اقتربت منه) عملية الخطف وليس هو الذي (اقترب منها)! أي: دون علمه ودون قصد منه، كأن مرَّ من جانب منزل المخطوف، أو عجلة الخطف كانت قريبة من منزله… إلخ إنها تفاصيل كثيرة، لكن بحسب متابعتنا؛ فإنَّ هذه الحالات وما يشبهها مئات، كلها مظلومة، قابعة في السجون بعيدة عن أُسَرِها!

2- واقع السجون وإداراتها (سجن التاجي نموذجًا)

    ترجو هذه العائلات، من السيد محمد شياع السوداني (رئيس الوزراء المحترم)، أن يرسل بلجنة عاجلة، يثق بها، إلى (سجن التاجي) في بغداد، لتعمل الآتي:

أولًا: إجراء (تحقيق صِحفي) مع بعض السجناء في مقابلة معهم، للاستماع إلى حديثهم عن واقع السجن، وتوثيق المقابلة.

ثانيًا: لماذا السجن (جملونات مسقفة بالألمنيوم)! وهو في الشتاء يتحول إلى ثلاجة كبيرة، وفي الصيف يتحول إلى الأفران؟!

ثالثًا: لماذا طعام السجناء لا تأكله حتى الحيوانات، وأحيانًا يجدون الفئران والجرذان، مطبوخة في القدور؛ التي لا يعلمون ما هو نوع الطعام بها أساسًا؟!

رابعًا: لماذا يختفي (نصف المبلغ) الذي تحضره العائلة لابنها السجين؛ بعد أن يتسلمه من إدارة السجن، والابتزاز لا ينقطع؟!

خامسًا: لماذا تُباع البطانية في السجن بمبلغ (250) ألف دينار، وعلى هذه الطريقة الأشياء الأُخَر كلها في الشتاء والصيف؟!

سادسًا: إجراء (تحقيق صِحفي) مع عائلات المسجونين (النساء والأطفال)، وسؤالهم كم تبعد (الحمَّامات) الخاصة بزائري السجين، 1 كم؟ 2 كم؟ 4 كم؟ ويذهبون إليها سيرًا ويعودون؟ نعم إنها تبعد بضعة كيلومترات سيرًا!!

سابعًا: لماذا على العائلات الانتظار خمس ساعات، أو عشر ساعات في ساحة السجن البائسة العفنة؛ للقاء ابنها السجين مدة (10) دقائق لا أكثر؟!

ثامنًا: لماذا ساحات الانتظار للسجن قذرة، تطفح بمياه الصرف الصحي؟!

الخاتمة:

    إنَّ البدء من هذه المساحات الصعبة، المغلقة المظلمة، مكسورة الحريات، التي أرهقت العائلة العراقية؛ هي بداية ترضي الله سبحانه وتعالى، قبل البدء من الفضاءات المفتوحة التي تضج بالحريات، وهذا ما تنتظره العائلات المحرومة من أولادها، وكذلك ما ينتظره كل سجين مظلوم؛ أن ينظر رئيس الوزراء المحترم إلى هذا الملف الإنساني المثقل بالظلم، والهموم، والحرمان، والدمع.

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد
2022-10-14
احسنت استاذ حازم ماقلته وما هو افضع واقسى وامر واتعس والعن واكفر ووووو موجود وهذه بداية موفقة ان تمت ولاتنسون سجن الكرخ اللعين الذي تدخل اليه من جهة ابو غريب كلية الزراعة اذ انني لا استطيع نشر مااعرف عنه ابدا ابدا ابدا. استاذ حازم انت مسؤول امام الله انت اثرت هذا الموضوع يجب ان تستمر به لانه ظليمة ظليمة ونؤكد على ان تكون لجان حرة تلتقي بالسجناء وذويهم على انفراد ودون قيود ولامقدمات ولا بوجود اي منتسب من دائرة الاصلاح والله يعلم الفرق بين اسم هذه الدائرة وبين واقعها ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك