المقالات

سردية المعارضة..!

1235 2022-10-10

حمزة مصطفى ||

 

المعارضة نوعان مسلحة وسلمية. المسلحة تريد تغيير النظام إذا كانت تعمل ضد نظام يتناقض معها كليا ولايمكن التفاهم معه الإ بلغة السلاح. أما السلمية فإنها تريد الوصول الى السلطة بالطرق السلمية.

 وأقرب طريق للوصول الى السلطة سلميا هو المشاركة في الحياة السياسية. والمقصود بالحياة السياسية هنا أحزاب سياسية تتنافس عبر صناديق الإقتراع للفوز بأعلى المقاعد ومن ثم تشكيل الحكومة. وليس أمام هذه الأحزاب سوى سلوك درب الديمقراطية. هذه  هي أبسط مقاربة لسردية المعارضة.

 قبل أن نصل الى العراق "نروح" الى أوربا وبالتحديد الى فرنسا وإيطاليا. في فرنسا وبالرغم من كل يمينية وصلافة مارين لوبين زعيمة اليمين المتطرف فليس أمامها سوى تحقيق أهدافها التي تتناقض حتى مع قيم الديمقراطية الليبرالية في عموم الغرب وفي أوربا بالدرجة الأساس عبر المشاركة في الانتخابات. وفي آخر انتخابات التي فاز فيها الرئيس إيمانويل ماكرون حققت لوبين قفزة هامة على صعيد الوصول الى هدفها النهائي.

وفي سياق المقارنة بينها وبين ماكرون فإن فوز ماكرون كان بطعم الخسارة, بينما  خسارة لوبين كانت بطعم الفوز. ماكرون فاز بالرئاسة لكنه تراجع في الجمعية الوطنية, بينما لم تتمكن لوبن من الوصول الى أعتاب الفوز بالمنصب لكنها تقدمت لجهة التأييد الجماهيري لأيديولوجيتها المتطرفة. لم يعد يفصل لوبين لتحقيق ماتريد سوى دورة إنتخابية واحدة وهي القادمة على الأرجح بعد 5 سنوات.

 في إيطاليا بدا الأمر أكثر راديكالية من فرنسا. لم يكن فوز جورجيا ميلوني مجرد فوز لحزب معارض تمكن من إقناع الناس ببرنامجه الإنتخابي لكي يحصل على أعلى المقاعد. بل ماحصل كان بمثابة  زلزال سياسي سوف تكون له إرتدادات في كل أوربا وعموم الغرب بمن في ذلك الولايات المتحدة الأميركية حيث عبر الرئيس جوبايدن عن إنزعاجه من فوز ميلوني.

 في إيطاليا لم يفز حزب سياسي إنما عادت الفاشية من جديد بعد اكثر من 8 عقود من الزمن على نهايتها. فبكل بساطة وفي ظل كل هذا التقدم والتطور حتى في المعايير الديمقراطية في الغرب والعالم بمن في ذلك رفض كل صيغ التطرف تعود أيديولوجية هي أخطر ثاني أيديولوجية بعد النازية وهي الفاشية.

 عادت الفاشية الى إيطاليا لكن ليس عبر موسوليني وفي سياق تلك الظروف في عالم مختلف آنذاك, بل عبر سيدة أنيقة تبلغ من العمر 45 عاما لكنها تفتخر بأنها فاشية. الناس قبلوا بها, وهذه هي الديمقراطية وصناديق الإقتراع. "خوما جبت طاري العراق" لا أبدا. نحن لنا سردية مختلفة. سردية .. "من أين اجيب ازرار .. للماعنده زيج".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك