واثق الجابري ||
يقول لسان حال الشعب، متى تتحقق أمنية رفع المولدات، عندما سمع حديث رئيس مجلس الوزراء، وهو يزف البشرى للعراقيين، بوضع حجر الأساس للربط الكهربائي العراقي الاردني، علق على ذلك مواطنٌ متهكماً: «الأفضل لك، هل تشترك بخط مولدة وتدفع شهرياً، أم تشتري مولدة إذا كنت تملك المال والوقود والأيادي العاملة؟!»
كلها تساؤلات وتهكمات يبديها المواطن العراقي، كلما سمع خبرًا عن إنجاز تدعيه الحكومة في قطاع الكهرباء، لذلك يسأل:
«هل سيكون صيف العراق وردياً من هذه الوعود، أم أن الحكومة جادة وستنجز ما قالته في هذا الشتاء، كي تقول إنها تعمل بالخطوات الاستباقية، ولن تنقطع الكهرباء بعد هذا الموسم؟»
إجراءات حكومية أقل ما توصف بالترقيعية، وبموجبها وضع حجر الأساس للربط الكهربائي مع الاردن، سيما وأن المشروع لا يحل الأزمة، والذي سيحصل عليه العراق 150 ميكا واط، بينما يحتاج العراق 15 ألف ميكا واط أضافية لسد حاجة البلد، وكأن المشروع جزء من وعود لا تنفذ وإن كانت لا تأثير لها على أرض الواقع، وما خط الربط سوى لأغراض سياسية، وربط العراق ضمن محاور اتفاق وصراع إقليمي.
إن تقديرات وزارة الكهرباء ولجنة الطاقة النيابية، تشير الى إنتاج 23 ألف ميكا واط والحاجة الفعلية 30 ألف ميكا واط، وهذا أيضا لا يتناسب مع ساعات التجهيز ، وتشير المؤشرات الى استمرار الأزمة مالم تُتخذ خطوات فعلية، بعيدة عن التأثيرات الخارجية والمحلية والفساد، وما أنفق على الكهرباء 8 مليار دولار دون جدوى، وهذا يكفي لسد حاجة العراق، إذا كانت الإرادة المحلية غير خاضعة للضغوطات الخارجية، التي لا تريد استقرار العراق، وتعمل على تعطيل ما يلامس الحياة اليومية.
بدلاً من اللجوء الى الربط الخارجي، يمكن تشجيع الشركات العالمية، الألمانية والامريكية والصينية، بإقامة محطات إنتاج كهرباء تعتمد الغاز أو المشتقات النفطية الاخرى، أو الاستفادة من التجربة المصرية مع شركة سيمنس الألمانية، والأهم التعاقد مع شركات لتطوير حقول النفط، واستخراج الغاز للاستفادة منه للحاجة المحلية، لكنها كما يبدو أمنية عراقية.. متى تحقق أمنية رفع المولدات الكهربائية، حتى نشعر أنها كهرباء وطنية، والحكومة التي فعلتها وطنية؟
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha