المقالات

اللا معقول في ظاهرة إدمان المسؤول ..!

1378 2022-10-09

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

إصبع على الجرح

 

ما آل اليه الحال في التأسيس لطبقية المجتمع فينا بين أسياد وعبيد وتابع ومتبوع وخادم ومخدوم حتى تشرعن الظلم فصار من البديهي لدينا ان يكون هناك ظالم ومظلوم وقاتل ومقتول وسارق ومسروق وناهب ومنهوب . ما يندى له الجبين وما يزيد الطين بلّه إن الجميع يعرف الظالم ويعاني من قسوة ظلمه ويعرف المظلوم ويتأسى لمظلوميته .

 والجميع يعرف السارق ويدري بهول سرقاته ويعرف المسروق ويدرك كم يعاني لما فقد من ماله وحاله .  ويعرف القاتل ولا يتعرض له او يسائله ويعرف المقتول وقد يقرأ او لا يقرأ سورة الفاتحة عليه . يعرف الناهب ويشدوا له تملقا ويعرف المنهوب ويدعوه للصبر والإنتظار عسى ولعل !! المشكلة والإشكال ليس في من يعرف فاغلب العارفين بين مغلوب على أمره لا حول له ولا قوة وبين جاهل وساذج او هو رهين طبع في التمسكن والتعايش مع الذّل والإذلال . لكن المشكلة والإشكال الذي يتوقف في أعتابها البصير عند كل ذي عقل وبصيرة هي في الظالم المعروف والسارق المكشوف والقاتل المفضوح  .

 هذا هو بإختصار ما يتوافق بنسبة مئوية كاملة مع اغلب من يحمل صفة المسؤول مع اختلاف الدرجات في المسؤولية نزولا من القائد والزعيم الى النائب والوزير وانتهاء بالمدير وما حولهم وما بينهم .

 هي وجهة نظري الشخصية في مال اليه الحال عند هؤلاء المسؤولين الظالمين والفاسدين والقاتلين والناهبين والمأجورين جمعا وحصرا مع احترامنا لمن يستثنى منهم في ثلة من الأولين وقليل من الآخرين .

 أغلب من صار قائدا او زعيما او مسؤولا لدينا في ليلة وضحاها او في أمر دبر بليل إن لم يكونوا جميعهم قد كانوا قبل التبوأ بالمنصب لاشي فصاروا شيء بل ان بعضهم من ارباب السيادة والقيادة صار كل شيء .

كانوا لا يملكون شيء وإذا بهم يملكون كل شيء . خدم وحشم وقصور وأحوال وأموال من السحت الحرام . وجدوا انفسهم فجأة تحت تداعيات الصدمة . وأي صدمة تلك التي لا تحتملها العقول ولا تدركها ولا تستطيع ان تحتويها . صدمة تحولوا تحت تأثيرها الى اشبه ما يكونوا بالمدمنين تحت تأثير المخدرات .

صار كل منهم مدمن بالتمام والكمال واشبه ما يقال عنه ( مكبسل) . يتصرف خارج وعيه ويتحدث بعيدا عن ميزان العقل فلا دراية ولا علم ولا حياء .

  لا يشعرون بمعاناة الناس وآلام الفقراء ولا يسمعوا صراخ المستغثين او آهات المظلومين .

 لا يخجلون ولا يستحون وليس لديهم شيئا من الإحساس أو بقايا من حياء . لا يعرفون الفرق بين حلال او حرام او عيب او معاب . إنهم ( مكبسلون ) بالجملة مخدرّون بالجملة .

 لم يعد يستفزهم او حتى يغيضهم ما يتعرضوا له من سّب او شتم او اهانة . كل شيء لديهم امسى طبيعي اعتيادي معتاد مستساغ .

سبحان الله الذي يمدّهم في طغيانهم يعمهون .

انهم مساكين يستحقون الشفقة بعدما ظنوّا أَنّ الله يملي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا هو جلّ وعلا نيمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ .

 فليبقوا في إدمانهم وسكرهم لأنه وعد الله الذي وعدهم ان لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ .

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك