متابعة -نور الجبوري ||
يعمل أعداء شعبي إيران والعراق منذ سنوات على تدمير تحالف الشيعة من خلال خلق الخلافات والانقسامات بين الشعبين، من أجل إزالة هذا السلاح القوي لمحور المقاومة من طريقهم.
الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، التي ترى اقتدار العالم الإسلامي تهديدًا لدفع خططها الشريرة في المنطقة، تستخدم إمبراطوريتها الإعلامية لمحاولة خلق العداء بين الدول الإسلامية، واستغلال هذه الاضطرابات لمصلحتها الخاصة.
وبما أن إيران والعراق أفشلا مخططات ومؤامرات الغرب في المنطقة في إطار محور المقاومة، لهذا السبب تحاول الجبهة العبرية - العربية - الغربية ضرب العلاقات بين البلدين، من خلال خلق الانقسام بين الشيعة الإيرانيين والعراقيين ووضعهم في مواجهة رجال الدولة في البلدين.
إن إطلاق بعض الشعارات المثيرة للانقسام في الاحتجاجات الأخيرة في العراق، من قبل بعض العناصر المتسللة التي ليس لها هدف سوى خلق البلبلة وانعدام الأمن، هو جزء من المشروع الذي ينفذه هذا المثلث الشرير لضرب العلاقات بين طهران وبغداد.
وجهود الولايات المتحدة وبريطانيا لاستفزاز الرأي العام للشيعة العراقيين، تستند إلى التلميح للعراقيين بأن وجود إيران في العراق ليس لمساعدة بلدهم، بل للسيطرة على بغداد لتأمين مصالحها الخاصة.
وهذا السيناريو، الذي وضعه أعداء الشعبين على جدول الأعمال عدة مرات في السنوات الأخيرة، هذه الأيام مع بدء الاحتجاجات المتفرقة في العراق وإيران، برز إلی الساحة مرةً أخرى من أجل تحقيق أهدافهم من خلال تأجيج الخلافات بين الشعبين.
هذا بينما تتعزز العلاقات بين شعبي البلدين الجارين يومًا بعد يوم، والمثال على ذلك هو زيارة الأربعين مشياً على الأقدام، حيث يذهب في كل عام الملايين من عشاق ومحبي أهل بيت الرسول( صلى الله عليه وآله وسلم) من إيران إلى كربلاء، والترحيب الحار من شيعة العراق بالإيرانيين.
من ناحية أخرى، تستضيف إيران آلاف الزوار العراقيين كل عام، الذين يأتون لزيارة ضريح الإمام الرضا(عليه السلام) في مدينة مشهد المقدسة، ويعامل الإيرانيون العراقيين بكرم الضيافة.
وبسبب هذه العلاقات الحميمة بين الشيعة في البلدين، تحاول أمريكا وعملاؤها في المنطقة بثّ الفرقة والانقسام بين البلدين، ومنع هذين الشعبين اللذين يشكلان الأذرع القوية لمحور المقاومة في المنطقة، من أن يكونا في جبهة واحدة.
المصدر : موقع الوقت