المقالات

لماذا تكتبنا الضغينة في دفاترها؟!

1072 2022-10-01

قاسم العجرش ||

 qasim_200@yahoo.com||

 

الليلة الماضية كانت من بين أشقى لياليي، فقد أجلت الشروع بكتابة عمودي إلى آخر الليل، ولم يكن ذلك بإرادتي، بل لأني كنت أتابع الأخبار عما يدور في بلدي، كنت أتسقط خبرا من هذا المصدر أو ذاك، أدخل على مواقع النت، أفتش في النسخ الإلكترونية للصحف، ذهبت إلى مواقع الأحزاب المشاركة بالعملية السياسية، وتلك التي لم تشارك، أحزاب تشتم بعضها البعض بأقذع الشتائم، ولجت إلى مواقع الوزارات وصفحات السياسيين الألكترونية، كنت أبحث في الحقيقة عن بصيص أمل، أو ضوء في آخر النفق على وفق التعبير الذي دخل حياتنا بعد عام 2003!..ضوء داخل النفق..!

 أجهدت نفسي كثيرا وصل عدد فناجين القهوة إلى أربعة، بت أتجشأ سهرا ويقضه وتعبا، أبحث عن الضوء الذي قيل أنه في آخر النفق، لكني لم أجد النفق ذاته!

ليس ثمة نفق في ساحتنا على الإطلاق، فما بالك في ضوء في آخره..! لا نفق في حياتنا السياسية البتة، فيها سهوب ومفازات، وقفار وصحارى، بين الساسة حدود محاطة بالأسلاك المكهربة، وبين بعضهم الآخر جدران؛ أعلى من الجدار الذي يحيط بالسجون!..

 الليلة الماضية وبعد هذا الشقاء، حاولت أنْ أقرأ كتابا من كتب التاريخ حتى أنام! لكني أزددت يقظةً، فقد كنت أقرأ صفحات من هوامش إبن أبي الحديد على نهج البلاغة، ووقفت عند حجم الجريمة التي أقترفها "سيدنا" معاوية بن أبي سفيان بحق "سيدنا" علي بن أبي طالب..! أخذت أقلِبُ صفحات الكتاب، ثم توقفت عند صفحة بعينها، وفجأة، أصبح للصفحة أبعاد، وخطفتني إلى أعماقها المحفوفة بالمغامرة، جيشٌ من الأسئلة يدب بقوة كأنه عرضٌ عسكري أقيم في ساحة رأسي، ودوامات الكتاب تبتلعني، وتغوص بي إلى حيث أرى ما لا يُرى، السقوط كان طويلاً كحصة رياضياتٍ مملة، وقعت على أرضٍ ناعمة يشرئب عشبُها مثل كهرمان الجسد..

نهضت، أتحسس جسدي لأطمئن، فوجدت سيف الصحابي "بسر بن أرطأة يحز رؤوس صبيان آل عبد المطلب..!، لم أجد رأسي، ومع ذلك كنت أرى بشرا بيدهم سيوف وخناجر ورماح؛ يمرون جواري يركبون نواقا مطهمة.

 ناديت أحدهم: يا راكب الناقة، يا راكب الناقة..! رد علي: يا هذا ما أركبه ليس ناقة بل بعير..! لكني كنت أرى عورة الناقة..! عبروا فوق جسدي وأخترقت أخفاف نوقهم صدري، ولم ينتبه أي منهم لما يدوسون، فقد تعودوا أن يدوسوا شعوبا، فهل  يهمهم جسد رجل مريض؛ ليس له عدة إلا كتابة عمود في صحيفة...؟

كلام قبل السلام: أمضيت باقي ليلتي، بحثا عن إجابةٍ لسؤالٍ شديد البساطة: لماذا تكتبنا الضغينة في دفاترها؟ لماذا نكذب على أنفسنا...!

سلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك