هيثم الخزعلي ||
التطورات الأخيرة في الصراع الروسي الاوكراني تحمل مؤشرات خطيرة على احتمالية تحول الصراع لصراع نووي - ولو على مستوى استخدام قنابل نووية تكتيكية- وان كانت ليست من الحجم الكبير الا ان تأثيرها سيكون مدمرا.
فقبل ايام صرح ( مدفيدف) - وهو رئيس روسي سابق ومن الدائرة الخاصة وآلقريبة للرئيس بوتن ((بأن روسيا ممكن ان تستخدم الأسلحة النووية اذا كان ذلك ضروريا ... وان الناتو لن يتدخل حتى لو حدث ذلك، فلا يريدون الدخول بصراع نووي مميت من أجل أوكرانيا)) ..
ثم تبعه تصريح بوتين(( بأن الغرب يزود أوكرانيا باسلحة سوداء ونحن نمتلك الأسلحة النووية ونحن جادون باستخدامها فعلا)) ...
وهناك أربعة اسباب ربما تشير لاحتمالية عالية الى اقدام روسيا على استخدام الأسلحة النووية التكتيكية... :-
١-قيام روسيا بضم مقاطعات(( دونتيسك ولوكانتسك وخيرسون وزبروجيا)) الي الاراضي الروسية، مثلما حدث مع القرم سابقا، بعد أن صوتت هذه المقاطعات للانضمام لروسيا، وفي حال ارادت أوكرانيا استعادة هذه المقاطعات ستعتبر روسيا ان هذا اعتداء على اراضيها وسيادتها، وهو تهديد وجودي(وحسب العقيدة العسكرية الروسية) سيكون مبررا لروسيا لاستخدام أسلحة مميتة مثل القنابل التكتيكية النووية ضد أوكرانيا.
٢- رغبة بوتين بإنهاء العمليات في أوكرانيا تحتاج لانهائها بشكل حاسم يثبت قوة وقدرة روسيا، خصوصا بعد الانسحابات التي مني بها الجيش الروسي في شرق أوكرانيا. وفي هذه الحالة استخدام القنابل التكتيكية النووية سوف يحسم المعركة ويعطي رسائل واضحة عن قوة وحزم روسيا وسمعة الجيش الروسي.
٣- بوتن يعتقد ان الغرب غير جاد أو غير قادر على محاسبته فيما لو استخدم الأسلحة النووية التكتيكية، وهذا ما ورد في تصريح( مدفيدف) ، حيث أن الغرب استخدم أقصى العقوبات ضد روسيا على مختلف الصعد، لكنها مازالت واقفة ومتماسكة وبالرغم من تصريح (جاك سلوفان) مستشار الأمن القومي الأمريكي بأن(( استخدام روسيا الأسلحة النووية التكتيكية ستكون له عواقب وخيمة)) . ولكن من وجهة نظر الروس ان الغرب لن ينخرط بصراع عسكري ضد روسيا، وهو قام بكل العقوبات الممكنة ضدها فما الذي ممكن ان يفعله اكثر، مع انها مازالت تعمل وتتاجر مع حلفائها الصين والهند وايران وكوريا الشمالية وهذا جزء كبير من العالم. لكن سكوت الغرب سيشجع دول أخرى على القيام بنفس ما قامت به روسيا في أوكرانيا، مثل رغبة الصين باستعادة تايوان، وهذا يؤيد الاحتمال المعاكس.
4- شخصية بوتن كرجل مخابرات سابق هو لا يهتم بما يسمى نظرة المجتمع الدولي ولا يشعر بالندم او التردد وهو يقدم نفسه كحامي للديانة المسيحية وهكذا شخصية لن تتردد باستخدام اي سلاح اذا شعر بالخطر.
ونحن نعتقد بما قاله البروفسور (جون مشماير ) ((آن الصراع في أوكرانيا لن ينتهي نهاية سعيدة... فالولايات المتحدة ترى انها يجب أن تنتصر، وروسيا ترى انها يجب أن تنتصر))