علي عنبر السعدي ||
الفارق بين الفكر والخطاب ،ان الأول يعتمد على منهجية الانطلاق من معطيات الواقع ومتغيراته ،التي تخضع لمفهومي الزمان والمكان والعقل والحواس والقياس والمتغير والسبب والنتيجة ، ومن ثم فاشتغالاته تخضع لمعايير لاتدخل فيها الايمانيات والمطلقات والغيبيات ، كعوامل حاسمة تحدد عوامل السلوك وآليات القرار .
وعلى ذلك فالفكر هو من يحدد الاستراتيجيات السياسية ضمن مراحلها المختلفة (المحتمل – الممكن – المفترض – المتوقع – الواقع) ومن أولى مهام الفكر ضمان الإنتاج الفكري وتجاوز الفكرة ذاتها تطويراً أو تجديداً أو إضافة أو تعديلاً وفق المعطيات التي يوفرها الواقع .
أما الخطاب، فيوقع العمل السياسي ضمن مطلقات وشعارات ، لاتترك في المجال أمام إجراء أيما مراجعة قد يحتاجها الظرف السياسي في مرحلة ما .
هذا ماظهر واضحاً بين فكر ((الاطار)) - وشعار (( التيار)) - الأول وسع في خياراته ومجال تحركه ، والآخر أغلق على نفسه بعد ان استنفد شعاراته وأحرق أدواته