علي عنبر السعدي ||
منذ سنوات ،جدد الإعلام المنتظم بطوابير وصفوف ، الحملة التاريخية ،ضد الطائفة المستهدفة ، فبعد ان استهلكت كلمة (الرافضة) التي شاعت قديماً ،وماتزال على ألسنة المتشددين ، كان لابد من ايجاد مصطلحات أخرى للغرض نفسه (التشهير والاتهام ) فانتشرت كلمتا الشروكَية والمعدان ، وتم اعتصارهما كأقصى حدّ ، باعتبارهما يرمزان للهمجية والتخلف ، رغم انهما من أروع ما دخل القاموس العراقي (*) .
ولأن ذلك لم يعد كافياً ،لابد من (تحديث) انطلق في سلسلة من الاتهامات ( ذيول – ولائيين – مجوس – تابعين – فاسدين ) وكل هذه المفردات ،جُلبتْ من ذات الجهات ،واستهدفت فيها ذات الجهة.
تكتب عن حضارة سومر : أنت طائفي ، تستخرج الحكمة من ملحمة جلجامش : طائفية ، تذكر منجزات بابل العلمية ، انت طوائفي ، تذكر سكان الأهوار ،هذه طائفية ، تشير الى مجزرة سبايكر ،اوووف ارتكبت جناية طائفية ، تتحدث عمن أرسل الارهاب وافتى بالتكفير ،هذه طائفية ياطائفي ، وهكذا تحاصرك البزازين وهي تموء كما في شهر شباط .
لكن تلك البزازين ،تركتْ لك كامل الحرية أن تشتم : الحشد ،فتصفه بالمليشيات وتضع في رأسه كل المثالب والجرائم – تلعن كل من يؤيده ،وتدفعه الى خانة (الأحزاب الفاسدة) حتى لو كان بعيدا عنها بمسافة ضوئية ، ثم عليك في كل كلمة ان تشتم ايران ،لاتنسى ذلك حتى لو تذكر المتنبي أو تتحدث عن غاندي ،فدون شتم ايران كل صلاة لك غير مقبولة ، أما اذا انتقدت المرجعية ونلت منها ، فهو الخير بعينه ،ولكي تثبت وطنيتك وتنال صكوك الغفران ، فعليك شن هجوم على كل سلوك لل(شروكَية والمعدان ) حتى لو طبخوا الهريسة أو اصطادوا الزوري.
(*) السيبندي - الشخص المحتال عديم الاخلاق ،وهي مشتقة من (سي) بمعنى ثلاثة ،و(بند) وتعني فقرة أو حبل ، وبالتالي الكلمة تعني اللاعب على ثلاثة حبال ، أو الفقرة الثالثة في كل كلمة .
- شيروكَي :نشيد الأرض
- مو- دان : لؤلؤة الماء
- زو- ري - صغير النهر بالسومرية
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha