المقالات

قلمٌ (يَلْحَن) في لندن، وبندقيةٌ (بليغةٌ) في العراق (بين سليم الحسني وهادي العامري)

1348 2022-09-25

حازم أحمد فضالة ||

 

    نشرَ السيد سليم الحسني، مقالًا تناول فيه السيد هادي العامري موضوعًا، ومن العبارات التي وصف بها السيد العامري، هي: «كنت تستمع الى حواراتنا… وكانت نظراتك فيها انفعال وارتباك… تحاول أن تشترك في الحديث، لكن عباراتك تخونك والفكرة تخذلك، فيخرج كلامك انفعالات ثورية بحاجة الى عكازتين لكي تقف…

وقد وجدت طريق السياسة مزدحماً بالشخصيات والمثقفين والمتحدثين، ولم تجد فيه نفسك… محدود الثقافة».

    نحن في قناة (كتابة وتحليل)، لا شأنَ لنا بتقويم السيد سليم للعمل السياسي للسيد العامري، ولا نتطرق إلى تاريخ العامري الجهادي الذي يثمِّنه الشعب العراقي، وإن كان السيد سليم تخصص بقلمه متنعِّمًا في لندن؛ فالسيد العامري يخطب بالبندقية والرصاص والمدافع البليغة في قلب المعارك لتحرير العراق… إنما نحن نحاور الجزء الذي خرج به السيد سليم الحسني من الموضوعي إلى الذاتي، وهو في تقويمنا (عملية استفزاز لا تليق بالمثقف ولا بالموضوع)، وهنا نحن نحاور لغته العربية.

    يا سيد سليم المحترم، كان عنوان مقالك عن السيد هادي العامري، الذي نشرته بتاريخ: 23-أيلول-2022، هو بالنَّص: (العامري.. دعْ الشيعة واعتزل السياسة)

لنا في قناة (كتابة وتحليل) هذه النِّقاط اللغوية النقدية لمقالك، في أدناه:

1- استعملت بعد اسم (العامري) نقطتين ( .. )، وهذا لا معنى له في قواعد الترقيم في اللغة العربية! إذ يمكنك استعمال الفاصلة ( ، ) إن كنت تقصد وقفة قصيرة، أو تستعمل ثلاث نقط ( … ) إن كنت تقصد كلامًا محذوفًا؛ أما أن تكتب نقطتين، فهذا لا تعرفه علامات الترقيم عندنا.

2- كتبتَ: (دعْ الشيعة)، وهذا خطأ في قواعد اللغة العربية، فأنت خالفت قاعدة نحوية هي: (لا يجوز التقاء الساكنَيْن)! تقول الآية المباركة: ﴿… وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ… ﴾ [البقرة: 219]، لماذا حرَّكَ فعلَ الأمر المجزوم بالسكون وجوبًا (قُلْ)، ووضع الكسرة عِوَضًا عن السكون؟

أليسَ لأنه متبوع فورًا (بساكن)، وهو (ال) التحلية أو التعريف في كلمة (العفو)؟ واللطيف! انظر إلى المقطع من الآية نفسها، الذي سبق المتحرك: ﴿… قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ… ﴾ [البقرة: 219]، لماذا سكَّنَ فعل الأمر (قُلْ) هنا ولم يُحَرِّكه؟ أليس لأنه متبوع (بمتحرِّك) وهو (فِيهما)، أي: (الفاء المكسور)!

3- أينما كتبتَ الحرف (الى)، في مقالك أخطأتَ في الإملاء، لأنَّ الحروف المهموزة كلها تُكتَب بهمزة (القطع) وجوبًا، وليس بهمزة الوصل، باستثناء (ال) التحلية أو التعريف الذي يُكتَب بهمزة الوصل وجوبًا؛ فالصواب هو: (إلى، إليه).

4- كتبتَ: (… في ظروف تلك الفترة… )، استعمالك لكلمة (فترة) على أنها (وحدة زمنية) هو استعمال خطأ، لأنَّها في لغة القرآن الكريم -وحضرتك إسلامي- ذُكِرَت في استعمال مغاير، وهو: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ… ﴾ [المائدة: 19]، وكذلك ذُكِرَت: ﴿لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ﴾ [الزخرف: 75]، فالمعنى الدقيق القرآني لكلمة (فترة) هو السكون، وهي مصدر من الفعل الماضي (فَتَرَ)، ولا علاقة لها بقياس الوحدات الزمنية!

5- كتبتَ: (البرلمان)، وهذا خطأ في اللغة العربية، لأنَّه لا يُصارُ إلى الاستدانة المعجمية؛ إن كان ما يقابلها في اللغة العربية الأصيلة موجودًا، وكلمة (برلمان - Parliament) كلمة أصلها فرنسي، وفي اللغة العربية يقابلها (مجلس النواب).

6- كتبتَ: (الانترنت)، وهذا خطأ إملائي، لأنَّها كلمة معَرَّبة، والكلمة المُعَرَّبة المهموزة، تُكتَب بهمزة القطع وجوبًا؛ فالصواب: (الإنترنت).

7- كتبتَ: (وأورثْ عجباً)، وهذا خطأ نحويّ؛ لأنَّ الفعل هنا (أورث) جاء بصيغة الماضي، وهو يبنى على الفتح (أورثَ)، ولا معنى لحركة السكون!

8- كتبتَ: (لو اُعطيتْ)، وهذا خطأ إملائي، لأنَّ كلمة (اُعطيتْ) مصدر من الفعل الماضي الرباعي (أعطى)، والفعل الرباعي المهموز يُكتَب بهمزة القطع وجوبًا، وهو لا يعرف همزة الوصل؛ فالصواب: (أُعطيتْ).

9- كتبتَ: (بنفس اللحظة)، وهذا خطأ نحويّ؛ لأنَّه توكيد معنوي، والمؤكِّد (بنفس) لا يجوز أن يسبق المؤكَّد (اللحظة)، بل يأتي بعده، مع وجوب زيادة الضمير عليه؛ فالصواب: (في اللحظة نفسها).

10- كتبتَ: (وأتركْ الشيعة… إتركهم يا هادي العامري)، وهذا خطأ مكعب: التقاء الساكنَيْن في: (أتركْ الشيعة)، وهذا فصَّلناه في النقطة (2)، فلا نعيده، ولماذا الهمزة فوق الألف (صيغة مضارع)! والفعل الثلاثي يُكتَب بهمزة القطع وجوبًا، إلا ما كان منه على صيغة (الأمر) فهو يُكتَب بهمزة الوصل وجوبًا؛ فالصواب: (واتركِ الشيعة… اتركهم… )؛ لأنه على صيغة الأمر.

ورد عن أهل البيت (عليهم السلام)

(ولا تسقط من هو دونك فيسقطك الذي هو فوقك… )

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك