زكي الساعدي ||
عندما تأخذ الحمى مسراها في الجسد السبعيني لشيخ جنوبي وترتعش كل أعضائه وتضرب بعضها البعض برداً ونحن في هذا الصيف الحار حتى يخال لذلك الجسد ان الكون كله بدا بارداً..
ان الهذيان الذي طرأ على العقل المرتجف لجاري الهزيل وبدأ ذاك اللسان المعسول باللكنة الجنوبية يعصف بهذيان كان مستهله بان حكومات العراق الفاشلة اصبحت تحت مرمى هذا المريض.
بدأ يوزع ثروات البلد كيفما يشاء وشرّع بمستهل كلامه ان المشكلة في بلادي مشكلة الخبز والكهرباء وما ان يصل الخبز بانتظام لكل بيت محتاج عبر نظام حقيقي يعتمد التكافل لمن يستحق فسيتحقق الاستقرار لانه رأى ان الخبز سببا لإرساء الأمن والاستقرار.
والكهرباء ثانياً كي ينام ليله المواطن وتتحرك عجلة مصانعنا وتتوشح سمائنا بدخانها .
واطرق بعيدا بتقسيم موازنة البلد ال١٢٢ مليار دولار وسيعتزم تشكيل حشد وطني من كل الوزارات للسنتين الاولى على وزارة الكهرباء وسيوقف كل انواع الصرف ليوجهها على هذه الوزارة فقط وبعد السنتين يوجه الحشد الوطني كما سماه وميزانية الدولة على الصناعة ليعيد ال٤٣٢ الف مصنع صغير وكبير متوقف ليرفع من المنتج الوطني وبعد السنوات الاربعة سيبدأ بالزراعة كي نأكل مما نزرع وتكلم عن رؤيا بهذيانه انه باستطاعته تشغيل الستة مليون عاطل عن العمل من شباب بلادي في هذه المشاريع وانه باستطاعته استحداث جهاز مركزي للضرائب يقوم بقراءة كل المدخلات والمخرجات المالية لكل فرد من الاربعين مليون عراقي عبر الرقم المصرفي الموحد كي يستطيع ان يحدد من يحتاج للحماية الاجتماعية ومن ستستقطع منه الضريبة ..
وادهشني بانه سيعيد اكثر من ٣٠ مليار دولار الى خزينة الدولة من هذا النظام الرقمي وتوقعت انه لن يذكر السلاح الذي ملئ الشارع وأرعب المواطنين واذا به يطرح بان الحل اقتصادي متطرقا الى ان الشاب الذي سيجد أجرته اليومية مئة دولار في الحقول النفطية ومواقع الطاقة والموانئ سيترك السلاح ليحل محله ادوات حفر الابار وعدد الصيانة وبذلك سنغادر عسكرة المجتمع الى المواطنة الصالحة العاملة
وذهب الى ان حكومته ستعامل بالمثل مع الحكومات الاخرى وبذلك يكون الجواز العراقي بمصاف الدول الخليجية …
هنا لم استطع الا ان اضحك عاليا. واذا به يقول انه سيعطي كل عراقي مادون ال١٨ عام اكثر من ٦٠ دولار بدلا للبطاقة التموينية كي يكون المواطن حرا باختياراته وعلل هذا بوجود ١،٧ مليار دولار سنويا متزايدة مخصصة للبطاقة اضافة الى بنايات مؤجرة واساطيل نقل ومنافذ بيع واستيراد مفردات البطاقة التموينية واربعة الاف موظف مخصص فقط لها وما يشكلون من عبئًا على الموازنة العامة وفشل هذه المنظومة بسد احتياجات المواطن الذي يئن من غياب مفرداتها وتذبذها وكل هذه الاموال مع الرعاية الاجتماعية والمؤسسات التي تعطي اموال بلا اي عمل ( السجناء وغيرها) ..فان مجموع تلك الاموال لو وزعت على ال١٤ مليون عراقي بالتساوي واستثنى منهم الدرجات الخاصة والوزراء وكبار الموظفين .
وانفعل واصبح يصرح بانه سيعزز المبلغ من النفط حتى يصبح اكثر من ٨٠ دولار … بصراحة أسعدني كلامه الخيالي ..
وسيعقد إتفاقيات أمنية مع الجميع مقابل تنظيم المصالح مع الجيران ….
وعندما ذكر الجيران قلت انه سوف يصمت وإذا به يتكلم عن ملف تبادل سلعي تفاوضي ب٢٣ مليار دولار مع تركيا و١٦ مليار دولار مع ايران وانه سيحقق توازنا إقليميًا بالعلاقة وسيجعل المصلحة الوطنية هي العليا … وعندما سألته عن العملاء وفقدان الهوية الوطنية فاذا به يصرخ غضبا وهو يرتجف وانا بلحضة صراخه تملكني شعور بين الخوف مما سيقول والعطف عليه لان أعصابه إنهارت فرجعت الى داري وانا أقول يالها من هرطقة لن تتحقق تحت مظلة الاسلام السياسي !!!!
بغداد /٢٣/٩/٢٠٢٢
https://telegram.me/buratha