محمد مكي آل عيسى ||
من خلال ما وردنا من النقل عرفنا أن الدعاء أقرب للاستجابة كلّما توفرت بعض الظروف التي قد تكون مكانية او زمانية أو موضوعية فالدعاء في شهر رمضان والحرم المكي أو عند قبر رسول الله ص أو أثناء هطول المطر أقرب للاستجابة لما لهذه الظروف من الشرافة عنده تعالى.
وغيرها كالدعاء عند رأس مريض أو دعاء المجاهد في جبهة القتال والتصدّق قبل الدعاء كل هذه الظروف تبين أن هناك أوقات أو أماكن أو أحداث ترافقها رحمة إلهية كبيرة وتلك الرحمة تعم ما حولها حتى تكون أحد أسباب استجابة دعاء الداعي.
وبالتأكيد فإن من يعرف ذلك يجتهد في طلب هذه الأماكن ويهتم بالأزمنة والأحداث ويتقصد الدعاء عندها ليحرز أعلى احتمالية في استجابة دعائه وتحقيق مراده.
فنرى الناعي يصل في نعيه إلى بيت شعر يصفه بأنه بيت الدعاء بعد أن رقت القلوب وهطلت الدموع والله تعالى عند المنكسرة قلوبهم فيختم عندها بالدعاء بعد أن طهرت النفوس بآلام المرثيات.
وفي القرآن الكريم بعد أن وجد زكريا ع الرزق عند مريم ع كلما دخل عليها المحراب . . يقول العلماء هنا استشعر زكريا ع الرحمة الإلهية الكبرى عند مريم ع والرزق الذي يأتيها (( هنالك )) دعا زكريا ربه . .
فالنبي زكريا تقصّد الدعاء في موقف نزول رحمة إلهية ليكون ذلك سبباً في استجابة دعائه .
وإذا مررنا على أجواء زيارة الأربعين والعطاء الذي يقدمه أصحاب المواكب وذلك الخلق العالي في التواضع والمحبّة والتفاني والإخلاص وتوفر النعمة الإلهية من مأكل ومشرب ومنام كل ذلك وجه من وجوه رحمته تعالى التي قسمها بين البشر وأمرهم بالتراحم بينهم ، وهل وجدنا تراحماً بالصورة التي نجدها في زيارة الأربعين ؟؟
من هنا يمكننا أن نرجو من أجواء هذه الزيارة أن تكون موطناً لقبول دعاء الداعي ومن مظان استجابته ، والله عند حسن ظن عبده.
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha