علي حسين الاشرفي ||
من المعروف عند الجميع، إن المدينة الفاضلة، هي حلم من أحلام الفيلسوف المشهور ( أفلاطون )، وهي مدينة يحكمها الفلاسفة، وكان يعتقد إنهم سيجعلون كل شي فيها مثاليًا، وذلك بحكمتهم ستكون مثالية.
كان أفلاطون، يوصف سكان المدينة الفاضلة، فيقول: إنهم أُناس، طيبون يعيشون فيها بسلام، ووئام، لا يعرفون فيها الغل والحسد.
أما مواصفاتها فكان يحلم أن يجد سكانها، وزائريها، أرقى وأكمل أنواع الخدمات، وبأسلوب حضاري، بعيدًا عن التعقيد، والروتين، ومن غير تسويف، وبعيدًا عن سوء المعاملة.
بحثت كثيرًا عن جمهورية أفلاطون، وعن مدينته الفاضلة، فكنت أعتقد إن ما يحلم به أفلاطون، موجود في الجنة فقط! ولا يوجد مدينة فاضلة، على وجه البسيطة إطلاقًا.
فلا يمكن أن تكون مدينة كاملة، خالية من الغل والحسد، وخالية من التقصير بالخدمات، وجميع أُناسها طيبون، على الإطلاق..!
لكن يخالفني بالرأي، كل من سار إلى كربلاء، مشيًا على الأقدام..! مما جعلني، أبحث أكثر عن مصداق ولو واحد فقط، عن المدينة الفاضلة، ووجدته فعلًا..!
أتعرفون أين؟
المصداق الحقيقي، والوحيد للمدينة الفاضلة، هو كربلاء، والطرق المؤدية لها، من كل بقاع الأرض..!
هذه المدينة العظيمة والفاضلة، جميع سكانها، وزائريها، يعيشون بوئام، من غير غلٍ أو حسد.
الخدمات فيها مثالية، هنالك أشخاص قد سخروا أنفسهم لخدمتك بالمجان، ومن طيب خاطر، والعجيب في الأمر، إن الخدمة فيها سعداء، أكثر من المخدومين نفسهم..! المخدوم يغبط الخادم، لأنه يخدمه وأمثاله..! صاحب الحظ العظيم فيها يتمنى أن يكون خادمًا..!
هذه المدينة، تقدم للجميع ما لذ وطاب من الأكل، فكل شخص يدخل فيها، أو بمجرد الشروع بالسفر لها، فإنه سيجد طريقًا على جانبيه ما لذ وطاب من الطعام، وإذا شعر بالجوع، فعليه أن يختار نوع الطعام فقط، عليه أن يدلل نفسه، ويسألها إن كانت تهفو إلى طعام معين..!
هذه المدينة، تقدم لك المأوى بالمجان أيضًا، فجميع المنازل تشرع أبوابها، لخدمة الزائرين..!
لكن هل يحكمها الفلاسفة؟
يحكمها، إمام عادل، قائد شجاع، حكمته غلبت حكمت الفلاسفة بأسرهم مجتمعين، إنه الإمام الثائر، الحسين بن علي ( عليه السلام ) هذا الشهيد إستطاع بدمه، أن يصنع المصداق الأول، من مصاديق المدينة الفاضلة، ولو لمدة عشرون يومًا من كل سنة فقط، ولا ينبغي لها أن تستمر طيلة أيام السنة، لأن هذا في الجنة فقط، فكربلاء المقدسة، هي جنة مؤقته، سيخلد من يتبع شهيدها، في جنة الخلد، فكربلاء لا تقاس بالمدن، لأنها مدينة فاضلة، بل تقاس بالجنان..!
فشكرًا لله على نعمة الحسين ( عليه السلام ) وشكرًا لأنه جعلنا نرى إنموذجًا من الجنة، كي نعشقها، ونزداد عشقًا وإتباعًا، لجد الحسين نبينا الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمه وأبيه وأخيه فاطمة وعلي والحسن ( عليهم السلام ) والتسعة المعصومين من ولده وبنيه ( عليهم السلام ).
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha