علاء طه الكعبي ||
واجبات وفروع الدين الإسلامي، واضحة، وهي متفاوتة في طريقة تأديتها، فلا يمكن أن يتساوى اثنان في ايداء الصلاة، ولا اقصد الاداء الجسدي، وانما الاداء الحسي، والتي تكمن في نية الصلاة، والقنوت، والدعاء، والخشوع.
وهكذا الصيام، والحج، والزكاة، فتختلف من شخص لاخر، وعند الله سبحانه وتعالى مقياس خاص لكل مؤمن، لا يكلف الله نفسا الا وسعها، ممكن تأخير الصلاة عن وقتها على أن لا تدخل في الصلاة التي بعدها، وممكن ترك الصيام بوجود العذر الشرعي إلى أيام اخر، والحج لمن استطاع إليه سبيلا، والزكاة للميسورين.
اما العقيدة لا يمكن أن تأخر أو تقدم فيها، أو تحاول أن تؤجل العمل فيها.
لنأتي لشرح معنى العقيدة،الاعتقاد هو الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده. والجمع: عقائد. وتعنى ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به من الأفكار والمبادئ؛ فهو عقيدة، سواءٌ؛ كان حقاً، أو باطلاً، وتستخدم الكلمة للإشارة إلى الإعتزاز برأي معين.
وقالوا كفاك ايمانا بحجر، وهذا الايمان هو اعتقاد بذلك الحجر، وهو مثل يضرب للاعتقاد وعدم الشك والثبات على ما تؤمن به .
ولو تخيلنا أن مسلما يقوم بالفرائض على احسن وجه، من صوم وصلاة وحج وغيرها، ولكنه يهمل التوحيد والنبوة والعدل والائمامة والاخرة، ولا يجعلها الهدف الأسمى له، كيف سيصبح دينه، فهنا هي مجرد ممارس لمجموعة من العبادات التي قد تكون اشبه بممارسة الرياضة، بل هي جسد بلا روح.
الغاية الأساسية فيما تقدم، أن الانسان خلق لكي يكون جزء من منظومة كونية، يقاتل ويجتهد ويدافع من اجل الحفاظ والبقاء عليها بدون تردد أو شك، قال تعالى( يا أيها الانسان انك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه).
ولنرجع لعنوان الأساس للمقال، تراوح المسلم بين العقيدة وخلطها بالمدنية والديمقراطية، والتراجع عن القيم والمبادى ظاهرة تستحق الوقوف عليها، أن كنت تعتقد بأنك مسلم وشيعي عليك ان تكون ثابت في عقيدتك والتي احد اركانها، الامامة التي هي امتداد للنبوة، وفي أي لحظة تتخلى فيها عن قناعتك بالامام. وتبدل تلك العقيدة بالمدنية والديمقراطية وتبحث عن السلام الكاذب، عندما يسب الله امامك تسكت، وتقاتل من اجل شخصية لانه مسه أحدهم بكلام، فذاك خلل في العقيدة، عندما تدافع عن حقوق الانسان وتدعي أن المثلية هي حرية شخصية، فهناك خلل في العقيدة، عندما تدافع عن كافر ويهودي وتقويه على أخوك المسلم فهذا خلل في العقيدة، عندما تعترض على زيارة الايرانيين، وتسقط بهم ليل نهار، فهذا خلل في العقيدة.
ليس هناك منطق يقول، نعترف بالغديرية، ومن جهة يقول الصحابة كلهم مقدسين، وليس هناك منطق يقول، فاطمة الزهراء مظلومة، ويعترف بحرق بيتها واخفاء قبرها، ومن جهة يعترض على من يمس الصحابة، هذا الخلل العقائدي، سببه الديمقراطية والمدنية الزائفة.
العمل بفروع الدين، لن تكن له فائدة، اذا لم تتطابق مع أصول الدين.
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha