سميرة الموسوي ||
إن ثورة الامام الحسين عليه السلام لم ولن تكون محصورة بالمسلمين فحسب أو بمذهب محدد من المذاهب الاسلامية على الرغم من أن أغلب المشاركين من الشيعة ، وذلك لأنها ثورة ضد الطاغوت أولا وبأشكاله كافة ( ظلم، إستعباد، إستغلال، هيمنة ،إستعمار ، تشريد ) وبذلك تكون هذه الثورة العظيمة ثورة إنسانية تتسع بإستمرار مهما إشتدت أبواق الاعداء ، وكما في مضامين الآية الكريمة ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى..) وهذا يعني ان الكفر بالطاغوت هو قيمة دينية إنسانية عليا قبل ان يكون إسلاميا فحسب .
إن خصوصية هذه الثورة غير المسبوقة من حيث المباديء الاسلامية الانسانية ومن حيث عدد المقاتلين الذين فجروا الثورة ضد النظام الأموي الغاشم الذي حشّد ثلاثة آلاف جندي ضد ثلاث وسبعين من الاحرار ومن بينهم من أهل البيت عليهم السلام إنما يتأكد إتساع مفهوم الثورة ليعم العالم .
كل هذه المضامين الثورية أصبحت إلهاما للشعوب المتطلعة للحرية وإن المؤمنين بمباديء هذه الثورة يؤيدون أية ثورة تهدف الى الاهداف نفسها كما هي الثورة الفلسطينية ضد المستعمرين والمعتدين وأذيالهم الاذلاء .
إن الزيارة الاربعينية لإستشهاد الامام الحسين عليه السلام وأصحابه التي تتزايد أعدادها سنة بعد أخرى هي تعبير إسلامي إنساني عن تعاطف وتكاتف الاحرار المؤمنين في ما بينهم ووقوفهم مع أية ثورة في العالم .
الزيارة الاربعينية هي أعظم تظاهرة إسلامية إنسانية يراد لها أن تسهم في تأكيد مفهوم حتمية التحرر في العالم وإن الاحرار يتزايدون بالضرورة ولا بد لدول الاستكبار العالمي أن يعي بأن تقدمه وتفوقه مزيفا لانه قام ويقوم على إستلاب الشعوب ونهب ثرواتها وإن إستمراره على هذا الطريق المتوحش مستحيلا .
قالها الحسين عليه السلام وهو في ساحة الوغى ( هيهات منّا الذلة ) وبذلك فهو يعتبر أي تخاذل أمام الاعداء أو تنازل ليس سوى ذل وإهانة لا تليق بالانسان العزيز وكما قال أيضا عليه السلام ( والله.. لا أعطيها بيدي إعطاء الذليل ..) ،وهذا يؤكد أن سمات الاحرار ودلالتهم هي أن لا يعطوا حقهم حدّ الاستشهاد من أجل الوجود الكريم ،وكما نرى في الكثير من دول العالم ومنها ، جمهورية إيران الاسلامية ،وتشكيلات عديدة من الشعب العراقي ،وكذلك في لبنان واليمن وسوريا وليبيا وفنزويلا ، وفلسطين .
إستمرت ثورة الامام الحسين عليه السلام معبرا عنها الامام السجاد وزينب الكبرى عليهما السلام وكذلك أهل البيت عليهم السلام .. عبروا عنها بجهاد التبيين الذي هو كل قول او كتابة ضد التحريف والتزييفةوالتدليس في الحرب الناعمة التي شنها ويشنها الاعداء ضد الاسلام والمسلمين وضد الزيارة الاربعينية ، فهذه الحرب قائمة ومن أخطر الحروب ضدنا نحن المسلمين والعرب ولا سيما الفلسطينيين والعراقيين والسوريين واللبنانيين واليمنيين وشعوب دول المغرب العربي ،وكذلك دولا إسلامية أخرى ، وقد أصدرنا كتابا في آيار ٢٠٢٢ وزعناه مجانا وعنوانه ( جهاد التبيين والحرب الناعمة في سيرة الائمة الاطهار عليهم السلام ) وفي الكتاب رد ضمني على المتقولين على ألاربعينية ،إذ ذكرت فضائية ذليلة بأن الاربعينية يراد لها تحويل قبلة الحج الى كربلاء ، وهذا التدليس والتحريف والتزييف يدل على ان الاربعينية الحسينية تشكل خطرا على دول الطاغوت وعلى ذوي الفكر الظلامي المتوحش .
__ نسأل الله العلي القدير أن يكلل نضال الشعب الفلسطيني بالنصر المؤزر ، ونضال كل الشعوب الحرة ما دامت تقتدي بمباديء الثورة الحسينية ومنهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية .
... هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنّا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ..
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha