المقالات

حديث مع زائر إيراني..

1376 2022-09-17

عدنان جواد ||

 

    الكثير من الفوائد يستفاد منها زائر الإمام الحسين عليه السلام، كالصبر، والإيمان ومعاشرة الصالحين ، وزيادة عدد الاصدقاء، ومن هؤلاء الاصدقاء من شعوب اخرى، وخاصة اذا كانت من شعوب متحضرة لديها انجازات في مختلف مجالات الحياة، ويجمعنا بهم حب الحسين، ومن هؤلاء الزوار الايرانين، والحقيقة ان السمة الغالبة للزوار الايرانين حب النظام، والتاثر عند سماع اسم الحسين، فمثلا تجدهم ينتظمون في صف طويل على أكلة مفضلة مثل(الكباب) وعندما يأتي احد يريد ان يخترق( السرى) يصيح الجميع بصوت واحد(صف صف)، ويبكون بكاء الفاقدين عند سماعهم النعي او الأدعية بخشوع ودموع منهمرة، وانتظامهم للصلاة وخاصة الجماعة بمجرد سماع الآذان احدهم يصيح للآخر(نماز نماز)، لديهم صبر جميل وطاقة تحمل كبيرة، هذه ابرز الملاحظات التي لاحظناها في مسيرة الاربعين.

كان لنا حديث مع احد الزوار الايرانيين وهو من الاهواز يتكلم اللغة العربية، وبعد السلام وتبادل التحية ، بدا وكأننا أصدقاء من زمن بعيد، أثنى على خدمة الزوار من قبل العراقيين وخاصة الجنوبية لأنه قادم من منافذها، وعلى الكرم والعزوبية وتمنى ان يرد هذا الجميل للعراقيين عند ذهابهم لايران، وقد اعطانا رقم تلفونه في ايران وانه سيكون في خدمتنا عند الذهاب لايران، ولكنه انتقد الشوارع وقلة الاشجار في المناطق التي مر بها، وان هناك فرق كبير بين ما موجود في ايران من اشجار كثيفة وزراعة متطورة، وشوارع معبدة وطرق مخدومة وبين ما موجود في العراق من اهمال وتقصير، فسالته عن الجانب الصحي والعلاجات، قال : لدينا ضمان صحي والعلاج لدينا شبه مجاني، وعن الجانب التعليمي، وحسب تصورنا انه متهاون ومتساهل ، نتيجة ما نشاهد كثرة الذاهبين للدراسة في ايران، قال بالعكس الدراسة صعبة ولا يوجد فيها غش او تسامح، وتم بناء المدارس في ابعد نقطة من ايران وفي اغلب قرى ايران البعيدة، اما في جانب الصناعة فقد ذكر ان اغلب السلع والمنتجات الصناعية ايرانية ، من السيارات الى الثلاجات وكل ما تحتاجه العائلة، وفي الزراعة فحدث ولا حرج فلا تجد منطقة في ايران وحتى منزل من دون اشجار او شجيرات، ، وان الدولة تشجع الفلاح على الزراعة فهي تزوده بالبذور والاسمدة وآلات الحراثة والحصاد ، وتشتري منه المحاصيل بأسعار تنافسية، وهناك اكتفاء ذاتي في مجال المحاصيل الزراعية، ويقول نحن في هذه السنة التي عندكم جفاف نزرع(الشلب) والذي يحتاج الى ماء كثير، وفي مجال الطرق والجسور والاعمار، فقال ان هناك اعمار مستمر رغم الحصار، وان الطرق والجسور تعمر وتدام باستمرار وانها مراقبة بالكامرات، فاي خلل بالطريق(طسة) يتم رصفها خلال فترة قليلة بمجرد علم الجهات المختصة بها، ولكنه اضاف ما نعاني منه هو هبوط عملتنا مقابل الدولار وعملتكم، نتيجة الحصار ونامل بكسرة بهمة وتصميم القيادة في ايران وارادة الشعب، وفي المقابل ماذا تحدثنا نحن غير المشتكى لله وتقصير الحكام في خدمة بلدهم، فالاموال كثيرة لكنها لا تذهب للصالح العام وانما لجيوب الفاسدين، والقيادة عندنا متعددة الاقطاب والرؤوس، لايضعون الشخص المناسب في المكان المناسب، ويقربون المنافق الكذاب الذي يجلب الامول لهم وبطرق قانوية، قال كنا نتصور ان العراق تغير وضعه، وان هذا الشعب الكريم يستحق التقدير والاحترام، وقال تحتاجون قيادة قوية وقانون يحاسب المقصر ، تستخدم القانون في سيادة النظام، هذا القانون يعاقب المخالف وفي جميع النواحي والاتجاهات، ففي المرور جميع الطرق مزودة بالكامرات التي ترصد أي مخالفة، سواء بتجاوز السرعة او السير بعكس الاتجاه او الحمل الزائد، وفي تنظيم السوق والاسعار، ليس هناك أي تجاوز في الاسعار لان هاك رقابة ومحاسبة شديدة، ودخول المواد وخروجها وخاصة الغذائية تخضع لحاجة السوق، وان التجار معروفين لدى الدولة  ومعروفة مصادر اموالهم واي تقصير في عملهم يحاسبون، وليس كما عندكم ، كل من هب ودب يصير تاجر، وقد رايناهم يأتون لنا فيشترون النوع الرديء والرخيص من المواد الغذائية والانشائية، وبعدها حان الوداع تمنى لنا الخير ولبلدنا التغيير نحو الاحسن ونحن ايضاً تمنينا لهم الخير والصحة والعافية والعودة مرة اخرى والنصر لايران على اعدائها وفك حصارها،  لذلك نحتاج قيادة تستحق ان تحكم هذا الشعب وهذه المقدسات تصرف الاموال في مجالها الصحيح، والا فان الله والتاريخ والشعب سيحاسبها ويسجلها في سجله الاسود.

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك