المقالات

الطلبة الخارجيون..!


محمد عبد الجبار الشبوط ||

 

تعاني شريحة كبيرة من المواطنين من مشكلة  يتوقف حلها كما يبدو على وزير التربية والامانة العامة لمجلس الوزراء ومجلس الوزراء. تلك هي المشكلة التي سببتها المادة التاسعة من نظام الامتحانات العامة لسنة ١٩٨٧ والتي تقول:�"اولا – يقبل الطالب الخارجي في الامتحانات العامة اذا توفرت فيه الشروط الاتية :�"أ – للدراسة المتوسطة، من مضت ثلاث سنوات دراسية او اكثر على انهائه المرحلة الابتدائية .�ب – للدراسة الاعدادية، من مضت ثلاث سنوات دراسية على اجتيازه بنجاح الامتحان العام للدارسة المتوسطة او ما يعادلها .�ثانيا – لا تحسب من ضمن المدد المذكورة في البند (اولا) من هذه المادة سنوات الرسوب لاي سبب من الاسباب."

والمشكلة، كما يظهر من نص المادة، هي شرط مرور ثلاث سنوات قبل ان يكون بامكان الطالب اداء  امتحان المرحلة  التالية. ويعتقد وزير التربية، كما قال في مقابلة تلفزيونية، ان فترة السنوات الثلاث  ضرورية للطالب لكي يكمل استعداداته لدخول الامتحانات. ولا ارى ان هذه الفترة ضرورية حيث بامكان الطالب الحريص ان يكمل ذلك خلال سنة واحدة فقط. وبالتالي فان شرط الثلاث سنوات يمكن اسقاطه والاكتفاء بسنة واحدة خاصة اذا لاحظنا ان النظام صدر في فترة الحرب العراقية الايرانية التي شنها نظام صدام في ٢٢ ايلول من عام ١٩٨٠. وربما كانت ظروف الحرب هي التي املت على النظام وضع هذا الشرط. وكان من اللازم مراجعة هذا الموضوع بعد انتهاء الحرب في ٨ اب من عام ١٩٨٨، او بعد سقوط النظام في ٩ نيسان من عام ٢٠٠٣. ولكن كلا الامرين لم يحصلا للأسف واستمر المواطنون المعنيون يدفعون ثمن هذه المادة اللعينة من اعمارهم بسبب التبعات التي تترتب عليها في اكمال المراحل الدراسية المختلفة، والحصول على عمل مناسب بعد  ذلك. 

وفي مجتمع حضاري فان الزمن يمثل قيمة لا تقدر بزمن وليس من الصحيح اضاعة الزمن من عمر الطالب بالانتظارات المملة غير الضرورية. لكن الخلل الحاد في المركب الحضاري ومنظومة القيم العليا الحافة بعناصره الخمسة، ومنها الزمن، حال دون اعادة النظر بالمادة ٩ وتعديلها بما يحفظ زمن الطلبة.

وبعد مطالبات عديدة من قبل الطلبة المتضررين، امر وزير التربية علي حميد مخلف في ٩ كانون الاول عام ٢٠٢١  بتشكيل لجنة تعديل نظام الامتحانات العامة برئاسة وكيل الوزارة للشؤون الفنية حسين صبري اللامي  وعضوية ٩ اشخاص اخرين من قيادات الوزارة. 

ويقال، والعهدة على الرواة، ان اللجنة انهت مهمتها، وتم احالة الامر الى مجلس الوزراء عن طريق الامانة العامة لمجلس الوزراء، لكن  لم يتم اتخاذ اي قرار بشأن التعديل المأمول.

ويقول الرواة ان كتاب تعديل النظام متوقف في الامانة العامة بسبب عدم متابعة الموضوع من قبل وزارة التربية بسبب الخلاف بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وعلي حميد وزير التربية الذي ترك متابعة الموضوع.

وكان وزير التربية وعد الطلبة بسرعة انجاز التعديل، وسارع الطلبة الى القيام بكل الترتيبات اللازمة لادائهم الامتحانات، بما في ذلك الدراسة المكلفة لدى مدرسين خصوصيين، لكن تاخر صدور التعديل احبط اعمالهم واضاع جهودهم سدى.

ان الامر الذي اريد التأكيد عليه هنا ان فترة السنوات الثلاث غير ضرورية من الناحية الدراسية.

 وبامكان الطالب المجد والمجتهد ان يختزلها الى ادنى فترة زمنية تبعا لجهوده. وقد مررت بهذه الحالة في احدى الجامعات الاجنبية واستطعت توفير ثلاث سنوات من عمري واداء الامتحانات المطلوبة خلال زمن قصير. وهذا امر يستطيع اي طالب القيام به. انني ادعو الى بناء مجتمع صالح وقيام دولة حضارية حديثة وهذا ما لا يمكن ان يتم الا باغتنام الزمن، بالحرص على عدم هدره والحفاظ عليه بوصفه ثروة لا تعوض واثمن من الذهب والنفط، عملا بقول الرسول (ص):"قال سيّد المرسلين ( صلّى اللّه عليه وآله ) في وصيّته لأبي ذر : ( يا أبا ذر ، كُن على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك ). وقول الامام علي: "إنّما الدنيا ثلاثة أيّام : يومٌ مضى بما فيه فليس بعائد  ويومٌ أنت فيه فحقّ عليك اغتنامه ، ويومٌ لا تدري أنت مِن أهله ، ولعلك راحل فيه."

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك