لمى يعرب محمد ||
الرحمة هي أكثر صفة يتعامل بها الله مع خلقه، يقول تبارك وتعالى"وان الله هو التواب الرحيم"، فجميع النعم العامة التي أسبغها الله على عباده هي رحمة منه، وهي شاملة وعامة، ويقول في آية أخرى "يدخل من يشاء في رحمته"، وردت لفظة (رحمة) في الآيتين القرآنيتين، ولكن بمعنى يختلف الأول عن الثاني، وقد قسمها القران الكريم إلى قسمين، وهي رحمة رحمانية والتي أطلقت عليها في هذا المقال الرحمة العامة، والرحمة الرحيمية والتي أطلقت عليها الرحمة الخاصة، كيف يمكننا الدخول تحت رحمة الله الخاصة؟.. التي تعنيه الآية الثانية.
إن الله تعالى خلق الإنسان الكامل وهو النبي محمد(ص)، وأودع فيه أعظم رحمة، فسار بدعوته تحت عنوان العطف والمرحمة لا بعنوان القهر والغلبة، وهو ما نقصد به الرحمة الخاصة أو الرحمة الرحيمية، " ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وأكمل بعده آل بيته بنفس النهج والأسلوب، "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا* إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا"، من المعروف إن هذه الآية وهي (آية الإطعام)، نزلت بحق فاطمة الزهراء والإمام علي(ع)، ومبدأ الرحمة الذي انطلق منه هذا البيت حبا لله، لا جزاء ولا شكورا، وهو من أروع دروس الإنسانية، نرى إن هذا المبدأ قد تجسد بزيارة الأربعين، حيث أصبح هذا المسير الرباني حديث العالم، والإمام الحسين هو رحمة الله الواسعة، دروس ما أعظمها وأعظم العطاء الذي فيها، اثبت للإنسانية جمعاء وبلا حدود، إن عطاء آل محمد يخترق الزمان والمكان، وتشمل رحمتهم من يدخل بها تحت ظل الله، فمن أراد الخير لنفسه في الدنيا والآخرة عليه بابتغاء الوسيلة، عن أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى : ( وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ) قال : " أنا وسيلته ".
وفي عيون أخبار الرضا (ع) عن النبي صلى الله عليه واله قال : " الأئمّة من ولد الحسين، من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله ، هم العروة الوثقى والوسيلة إلى الله".