د.عطور الموسوي ||
فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ..
ما ان يحل علينا شهر صفر من كل عام الا واعدّ الجميع العدة لمراسم الزيارة الاربعينية المليونية..
مواكب تمتد من ازقة المدن وحتى قلب مدينة سيد الاحرار تقدم موائدا متنوعة وبثلاث وجبات طيلة ايام الزيارة، واناس عشقوا الحسين من كل اصقاع العالم يتجهون اليها وبما متاح لديهم من وسيلة نقل، حتى لو كانت دراجة هوائية فضلا عن السائرين على الاقدام لمئات الكيلو مترات، بينما تستعد القوات الامنية وبصنوفها ليس لتامين الوضع الامني فحسب وانما لتيسيير أمور الزائرين حيثما تطلب ذلك فتكون اسما على مسمى انها في خدمة الشعب..
تقودني هذا المظاهر المزدهرة عاما بعد عام الى ذكريات عاشها العراقيون وكل محبي اهل البيت عليهم السلام ابّان حقبة البعث السوداء ..
عام 2002 م
عزمنا على ان نتوجه للزيارة مع الاولاد وسرنا من بغداد طرقا سالكة ..لا احد يمشي من الزوار ..ولا ازدحام مروري ..والسيطرات المنتشرة تستوقفنا تمررنا ولم تتوقع اننا زوار كون الاطفال معنا .. حتى وصلنا مداخل مدينة كربلاء تغير نمط التدقيق الامني وتواجد ذوي البدلات الزيتوني المسلحين من أزلام صدام في كل سيطرة ..
سال احدهم الى اين ؟!
اجاب زوجي :الى كربلاء نزور ..
اجابه بحزم: رجعوا الطريق مسدود ..
قال له : نحاول نروح من طريق ثاني مادام نوينا ..
قال : الوضع مو زين ما انصحك تروح وانت وياك عائلة !!..
اصرّ ابو الاولاد كثيرا وتوقعت اننا معتقلون لا محالة ..
الا انه قال : بكيفك روح انت تتحمل النتائج !!
تنفسنا الصعداء ولكن قلق ظل يراودني من ممارساتهم القمعية المتوقعة في كل حين ..
ولكن على كل حال ..
انطلقنا على الطريق الزراعي واعدنا تشغيل المسجل والمراثي الحسينية حيث نوقفه عند كل سيطرة فهي من المكنوعات وكم اعتقل اناس فقط لان وجدوا عندهم كاسيت وخاصة قصيدة يا حسين بضمايرنا ..
وصلنا كربلاء الحسين وكادت ان تكون خالية تماما الا من بعض الزائرين يعدون على الاصابع..
بينما تواجد المقنعون من فدائي صدام في كل مكان حتى على سطح الضريح المطهر وهم يحملون اجهزة الاتصال اللاسلكية ..
يبثون الرعب وهم متأهبون ..
أدينا الزيارة ورددنا دعاءا واظبنا عليه مابقي كابوس صدام في العراق ..وهو اللهم فرج عنا يا الله.. بمحمد وعلي وفاطمة وذريتهم الاطهار.
اقول هل يتذكر العراقيون تلك الايام ؟
وهل يحمدون الله على هذه النعمة ؟
وكل محبو الامام الحسين هل يستشعرون هذه النعمة ؟
الحمد لله الذي أهلك الطغاة وسهل وصول عشاق الحسين من كل حدب وصوب بملايين تعدت العشرين مليونا هذا العام .
اللهم عجل لوليك الفرج والنصر والعافية
حينها سيكون لهذه الزيارة وجودا آخرا نبقى نحلم بمثله وننتظر ..فاننا منتظرون الطلعة الرشيدة..
19 صفر 1444
16/9/2022
https://telegram.me/buratha