سميرة الموسوي ||
الأربعاء ١٧ صفر ١٤٤٤هـ
الملا باسم الكربلائي؛ مجاهد ب (جهاد التبيين) ،ومناضل صلب في( الحرب الناعمة) القائمة ضد الاسلام والمسلمين
منذ وقت موغل في تاريخ ( إحياء أمر ) أهل البيت عليهم السلام وفي مختلف مناسباتهم ونحن نتشارك _ عقولا، وقلوبا ،وضمائر __ مع شعر الفخر بمناقب أهل البيت عليهم السلام الذي تتفجر به حنجرة الرادود الحسيني الملا باسم الكربلائي .
لم نر هذا الرجل في اي مكان ومنذ ان عرفناه إلا وهو على المنبر الحسيني متدفقا متساميا بذكر الثورة العلوية،الفاطمية الحسنية ،الحسينية ،الزينبية ، السجادية التي كانت ولم تزل طريقا للاحرار في العالم .
إن هذا الرجل المتسامي بمحبة الحسين عليه السلام يجاهد جهادا تبيينيا إسلاميا إنسانيا عالميا داعيا الى مباديء ثورة ابي الاحرار والى منهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية ، وداعيا الى سمو المنهجية التربوية الفاطمية التي أهدت البشرية أعظم النماذج التربوية الاسلامية الانسانية إلاقتحامية الثورية ضد الطاغوت والمتمثلة بالحسنين عليهما السلام .
جهاد التبيين هو كل ما يقال او يكتب او يعرض في أية وسيلة او محفل لتوضيح الحق او ضد التزييف والتحريف والباطل والكذب والتدليس ،ويحث الى الكفر بالطاغوت والتمسك بالعروة الوثقى ،فكل من قال او كتب وبدراية ومعرفة يقينية ما يبين الحق والحقيقة ويفضخ الزيف والتحريف إنما هو مجاهد بجهاد التبيين ولا سيما في الحرب الناعمة القائمة ضد الاسلام والمسلمين والقيم الانسانية ،فكيف إذا كرّس حياته وهو يكتب الشعر ويردده على المنابر الحسينية طوال حياته كما فعل ويفعل وسيبقى الملا باسم الكربلائي .
أبحثوا في مضامين جهاد التبيين ،ومضامين الحرب الناعمة التي هي أشرس هجمة بشعة تشنها مجموعات ودول طاغوتية مع تابعيها الاذلاء ضد الاحرار والاسلام والمسلمين وبطريقة غاية في الانحطاط والغدر ، وإن محيي ( أمر أهل البيت ) عليهم السلام الحاج باسم الكربلائي قد وعى مبكرا واجبه الاسلامي والانساني للدفاع عن الثورة الحسينية الكبرى بما يتناسب وجموع الزائرين وإصرارهم على تجديد عهدهم لسيد الشهداء عليه السلام والمضي قدما من أجل تقويض صروح الطغيان والهيمنة والذل .
فالذي تسامت به حنجرة باسم الكربلائي هو شعر يتألق بمناقب أهل البيت عليهم السلام ،أما ما ياتي من ذكر بعض مثالب أعداء أهل البيت فهو مستسقى من كتب الصحاح التي يعتمدها الفقه السني بمذاهبه الاربعة ، وهذه الكتب المعتمدة سواء كتب الصحاح او كتب أئمة المذاهب السنية أو كتب التفسير هي التي تذكر بين طياتها ما يندى له الجبين عن نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم أو عن الصحابة ، ويعتبر الان كتاب البخاري الجدلي أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى عند أهل السنة مع إنه الان موضع شك كبير بمعظمه ولا سيما ما ذكره عنه السيد رشيد إيلال الجزائري في كتابه ( البخاري نهاية إسطورة ) ، أما ما اوردته الدكتورة التونسية السيدة هالة الوردي في كتابها ( الايام الاخيرة في حياة محمد ) فهو يقلب الكثير من الموروث رأسا على عقب ويبين تخاذل بعض الصحابة وضعفهم أمام السلطة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .ولا سيما ما جاء فيه عن عدم حضور أبي بكر ،وعمر جنازة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومراسم دفنها وترك الامام علي عليه السلام لوحده من أجل الانشغال بكيفية نقل السلطة ، فضلا عن إمتناع عمر بن الخطاب عن الاستجابة لطلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاعطائه ما يكتب به كتابا ... الخ . ومن الجدير بالذكر أن أي أنسان يفقد عزيزا عليه سيمتعض وقد يقاطع من لم يحضر مراسم تشييع جنازة عزيزه ،فماذا نقول عن عدم حضور صاحبي الرسول مراسم دفنه بسبب الاستحواذ على منصب القيادة ؟ .
الملا باسم الكربلائي حين وصف الصحابة بالعصابة فإنه لم يخصص أحدا ،فتعريف الصحابي هو كل من صاحب أو رأى او سمع صوت رسول الله وبذلك فإن عدد الصحابة قد يبلغ عشرات الآلاف ؟ أما عصابة الصحابة فهو كل من خالف قول او فعل او أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
إن إختيار هذا الوقت الحرج الذي يمر به العراق لإثارة النعرة الطائفية بإقتناص جملة فضفاضة قالها المجاهد التبييني في الحرب الناعمة باسم الكربلائي إنما هو فعل مبيت لدق أسفين التفرقة ومحاولة بائسة لزعزعة تلاحم المؤمنين في إحيائهم لذكرى أربعينة سيد الشهداء ، ومن الواضح أن التأويلات الطائفية لا تخدم الدين ولا المذهب وإنما تخدم الاجندات الداخلية والاقليمية ، كما تخدم المأجورين بذل إجورهم المدفوعة صكوكا تصرف بعد التنفيذ .
قد يسأل سائل عن سبب كتابة هذا الموضوع ؟ ونقول أنه ليس من أجل الدفاع عن الملا باسم الكربلائي ولكن من أجل أن ندعوا المضلَّلين الى الاطلاع على الفضائع التي تضمها كتب السنة والتي سنعرف يقينا بأن داعش خرجت من بين سطورها ومن أبواب عدد من أهم المؤسسات التعليمية الدينية الاقليمية ، وبذلك سنكف عن الزعيق الطائفي الجاهل ولانبحث عن أسباب إسطورية لظهور القوى الظلامية التكفيرية .
... فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى ..
https://telegram.me/buratha