سميرة الموسوي .||
قال الله سبحانه وتعالى ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتّلوا أو يصلبّوا او تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا في الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) ، وإستنادا الى مضامين هذه الاية الكريمة فإن الاعتداء على زائري سيد الشهداء عليه السلام وبأي شكل من اشكال الاعتداء إنما هو محاربة لله ورسوله وبكل ما يحمله مفهوم المحاربة من معان ومنه الحاق الاذى بخلق الله من المسلمين المسالمين وهم يؤدون مراسم تجديد العهد والولاء لمباديء الاسلام في الوحدانية والايمان بالغيب والعمل الصالح وفي منهجه في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية التي مثلتها واقعة الطف وإستشهاد الامام الحسين عليه السلام و( أمر آل البيت) عليهم السلام ،أما الذين يعملون على الاطاحة بكل عمل أو فعل صحيح فيفسدونه مهما كان ذلك العمل فقد نالوا من إنسانية الانسان وإعتدوا على عقله وعواطفه وضميره وكل معتقداته الشريفة ،فسواء تمت محاربة خلق الله ورسوله في مضمون الآية الكريمة أو في ما يخص القيم الانسانية عموما فإن الله عز وجل قد فرض لأولئك المفسدين ( أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفون في الارض ) وهذا الجزاء يمثل ( خزيا ) في الدنيا كما يمثل ( عذاب عظيم في الآخرة) ،وهذه الجزاءات الربانية المشددة للذين يقطعون الطريق إنما تكشف ما ينبغي على كل مسلم أو إنسان ان يعمل على تأمين الطريق والعمل على نشر السلام والامان فيه ،أي إن إحلال الطمأنينة في الطريق من مسؤولية كل إنسان بصرف النظر عن موقعه ومسؤوليته وبالحدود المقننة .
من الناحية القانونية فإن مثل هذه (الجريمة) التي نزلت فيها الآية الكريمة فإنها تسمى جريمة قطع الطريق أو السرقة الكبرى أو الافساد في الارض وهي ( خروج فرد او جماعة الى الطريق العام بغية السرقة أو منع السفر او الاخافة ) ، والاساس الشرعي لجريمة (الحرابة )هي الاية الكريمة المذكورة في اول السطور ،وتصل عقوبة قطع الطريق إذا إقترنت بالقتل الى الاعدام ،أما جرائم الافساد الاخرى فعليها عقوبات مختلفة لا تصل حدود الاعدام إلا إنها قد تصل إذا كانت من قبيل السرقة والخطف والارهاب وفي مثل ظروفنا الحالية ،والمهم أن تكون هناك قصدية ثابتة في مسلك الاخافة وأدخال الرعب في قلب المجنى عليه وترويعه بإستعمال التهديد او السلاح وفي جميع أنواع السرقة المصاحبة لما يستبشعه الانسان او يستقبحه
تفاقمت ظاهرة قطع الطريق وأستفحلت وبما يشكل إبتعادا عن الوجه الشرعي والاخلاقي والقانوني والمسؤولية والالتزام في إدراك أن قطع الطريق _ وإن كان في مظاهرة__ يترتب عليه عدم إمكانية ممارسة الحق الدستوري المقرر للمواطن في السير في هذا الطريق.
يمكننا ان نعرف العقوبات القانونية لجرائم قطع الطريق من خلال الاطلاع على قانون مكافحة الارهاب رقم ١٣ لسنة ٢٠٠٦ ،كما شكل فعل قطع الطريق الجريمة الواردة بالمادة ١٩٧/ ٤ من قانون العقوبات رقم ١١١ لسنة ١٩٦٩ .
مضمون الاية الكريمة وما ترتب عليها من قوانين ينطبق تماما على كل أولئك الذين قاموا بالاعتداء على زائري الامام الحسين عليه السلام الذين هم أيضا ضيوف الشعب العراقي ومهما كان نوع ذلك الاعتداء ، ولذلك تقع مسؤولية محاسبة هؤلاء المفسدين على الجهات المسؤولة وبالتعاون المستمر مع المواطنين ولا سيما أن الزائرين الكرام يأتون من دول أو أماكن بعيدة ومعظمهم من الجارة إيران الاسلامية الذين تشكل عندهم المشاركة في التظاهرة الاربعينية الحسينية الكبرى أمنية العمر المقدسة ويتهيأون لمراسمها طيلة عام أو أكثر .
يبدو ان هذا العام قد إستطاع الاعلام الاسود الحاقد من التلاعب بعقول ثلة ضالة من البعض فدفعهم بالخديعة والتحريف أو بالاجرة المذلة الخاسئة لترويع بعض الزائرين الايرانيين ومن أماكن قليلة من الطريق ،وكانت ردود فعل العراقيين لهذا العمل المنكر متناسبة مع إيمانهم بحق جميع المسلمين في زيارة سيد الشهداء عليه السلام في ذكرى أربعينية إستشهاده ولتجديد العهد له على المضي قدما في طريق الحق مهما كان موحشا ، أما الجهات التي عملت وتعمل على صناعة الضالين فهل ليست خافية وقد خاب فألها ...
وللامام السيد علي الخامئي مقولة شخصت بدقة الجهة الاعلامية التي تعمل على تضليل الناس ،حيث قال :
((إن الاعلام الذي أقنع الناس بأن (علي) لا يصلي ،وإن الاعلام الذي أقنع الناس بأن الحسين من الخوارج هو ذات الاعلام الذي أقنع الناس بأن إيران والحشد هما سبب دمار العراق )).
... وإذا تولّى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ..
https://telegram.me/buratha