كاوه الجعفري ||
(وما محمّد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً)
ينقل الطبري في تفسيره للقران الكريم : 7949 حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل هو وعصابة معه يومئذ على أكمة، والناس يفرُّون، ورجل قائم على الطريق يسألهم: " ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم "؟ وجعل كلما مروا عليه يسألهم، فيقولون: " والله ما ندري ما فعل "! فقال: " والذي نفسي بيده، لئن كان النبي صلى الله عليه وسلم قُتل، لنعطينَّهم بأيدينا، إنهم لعشائرنا وإخواننا "! وقالوا: " إن محمدًا إن كان حيًّا لم يهزم، ولكنه قُتل "! فترخَّصوا في الفرار حينئذ. فأنـزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم: " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل
ونقل أيضا . 7950 حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " الآية، ناس من أهل الارتياب والمرض والنفاق، قالوا يوم فرّ الناس عن نبي الله صلىالله عليه وسلم وشُجَّ فوق حاجبه وكُسرت رباعيته: " قُتل محمد، فالحقوا بدينكم الأول "! فذلك قوله: " أفإئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم
قراءة من قرأ بضم " القاف ": ( " قُتِلَ مَعَهُ رِبِّيُونَ كَثِيرٌ " )، لأن الله عز وجل إنما عاتب بهذه الآية والآيات التي قبلها = من قوله: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ (60) الذين انهزموا يوم أحُد، وتركوا القتال، أو سمعوا الصائح يصيح: " إن محمدًا قد قتل ". فعذلهم الله عز وجل على فرارهم وتركهم القتال فقال: أفائن مات محمد أو قتل، أيها المؤمنون، ارتددتم عن دينكم وانقلبتم على أعقابكم؟ ثم أخبرهم عما كان من فعل كثير من أتباع الأنبياء قبلهم، وقال لهم: هلا فعلتم كما كان أهل الفضل والعلم من أتباع الأنبياء قبلكم يفعلونه إذا قتل نبيهم وهو المضي على منهاج نبيهم، والقتال على دينه أعداءَ دين الله، على نحو ما كانوا يقاتلون مع نبيهم
جاء في الأثر اخبار بعض الصحابة السيئين في التعامل مع سيد المرسلين ومحاولات عديدة لقتله في عدة مواطن منها على سبيل المثال اثناء رجوع جيش الرسول من غزوة تبوك الذي استخلف رسول الله الامام علي ابن ابي طالب في المدينة ليحمي المدينة من مؤامرات المنافقين واليك نصه:
لمَّا رجـع رسول الله قافلا من تبـوك إلى المدينة، حتَّى إذا كان ببعض الطريق، مكر به ناس من أصحابه، وتآمروا أن يطرحوه في العقبة([130]) وأرادوا أن يسلكوها معه لهذه الغاية، فأُخبِر رسول الله خبرهم، فقـال لأصحابه :من شاء منكم أن يأخذ بطـن الوادي فإنَّه أوسع لكم.
فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) العقبة، وأخذ الناسُ بطن الوادي إلاَّ النفر الذين أرادوا المكر به، فقد استعدوا وتلثموا، وأمر رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم)حذيفة بن اليمان وعمَّار بن ياسر فمشيا معه مشياً، وأمر عمّاراً أن يأخذ بزمام الناقة، وحذيفة يسوقها، فبينما هم يسيرون، إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم، قد غشوهم.فغضب رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأمر حذيفة أن يراهم، ويتعرَّف عليهم، فرجع ومعه محجن، فاستقبل وجوه رواحلهم، وضربها بالمحجن، وأبصر القومَ وهم متلثمون، فأُرعبوا حين أبصروا حذيفة، وظنُّوا أنَّ مكرهم قد ظهر، فأسرعوا حتَّى خالطوا الناس.
وأقبل حذيفة حتَّى أدرك رسول الله، فلمَّا أدركه، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إضرب الناقة يا حذيفة، وامش أنت يا عمَّار، فأسرعوا وخرجوا من العقبة، ينتظرون الناس.فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :يا حذيفة هل عرفت أحداً منهم؟
فقال حذيفة: عرفت راحلة فلان وفلان ([131])، وكانت ظلمة الليل قد غشيتهم وهم متلثِّمون.
فقال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هل عرفت ما شأنهم وما يريدون؟
قال حذيفة: لا يا رسول الله. قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فإنهم فكَّروا أن يسيروا معي، حتَّى إذا صرت في العقبة طرحوني فيها!
فقال حذيفة: فلا ترأف بهم إذا جاءك الناس. قال: أكره أن يتحدَّث الناس، ويقولوا: إنَّ محمداً قتل أصحابه، ثمَّ سمَّاهم بأسمائهم .
لذا السؤال واضح هل كل أصحاب الرسول اخيار ؟ الجواب كلا منهم من افدى روحه و ماله للرسول الكريم ومنهم من كان خائنا ومنافقا ينتظر أي لحظة مناسبة لقتل الرسول لذا يجب ان نفرق بيت الصحابة الاخيار و الصحابة الأشرار.
هناك خير مثال للاشرار خالج ابن الوليد ينقل الطبري لنا الخبر وكذلك ارباب السير والاحداث في حياة خالد ابن الوليد إنه العشق والهوي الذي واجهه الصحابي عبدالله بن عمر وأبوقتادة الأنصاري وكانا مع خالد بن الوليد وشهوداً علي هذه الواقعة الجريمة ونقلوا أخبارها لعمر بن الخطاب الذي اصيب بما يشبه الصدمة وطالب أبوبكر برجم خالد بن الوليد عقابا له علي إرتكابها ولم يفعل. وكان مالك بن نويرة رجلا نبيلا في قومه مواليا لعلي عليه السلام . ويقال وحسب المراجع التاريخية الثابتة إنه يردف الملوك شرفا ونبلا أي يأتي بعدهم مباشرة في المكانة والقدر وكان فارسا وشاعرا مطاعا في قومه وأهله وعندما قدم إلي الرسول صلي الله عليه وسلم وأشهر إسلامه ولاه الرسول علي صدقات قومه. الأهم في سيرة مالك أنه كان متزوجا من سيدة تدعي ليلي أم تميم آية من آيات الجمال -حسب ما أورده أهل الاخبار ونقله عباس محمود العقاد في عبقرية خالد- من أشهر نساء العرب وأجملهن لاسيما جمال العينين والساقين ويقال أنه «لم ير أجمل من عينيها ولا ساقيها» لدرجة أنها فتنت خالد بن الوليد ووقع في غرامها وصمم علي حرب زوجها مالك وقتله حتي يتزوج بها.الذي حدث بالضبط في هذه الليلة السوداء ورواه الطبري نقلا عن أبي قتادة وكان من رؤساء سرايا خالد بن الوليد أنهم عندما هبطوا علي مالك بن نويرة وقومه تحت جنح الظلام وكانوا متفرقين بأسلحتهم غير متجمعين علي حرب فنادوا عليهم قائلين «نحن المسلمون» فردوا قائلين «ونحن المسلمون»..وبعد أن استفسر الطرفان عن سبب حمل الطرف الآخر للسلاح اتفقوا علي السلم ووضع السلاح والصلاة مجتمعين وكان فيهم مالك بن نويرة وزوجته ولكن فجأة وحسب أوامر خالد بن الوليد قام جنوده وأتباعه بالإستيلاء علي السلاح الخاص بمالك وقومه وشدوا وثاقهم وساقوهم أسري إلي خالد ومن بينهم ليلي أم تميم زوجة مالك. ودار في تلك الليلة حوار مأساوي بين خالد المنتصر ومالك المهزوم غدرا وإلي جواره زوجته حضره وشهد عليه عبدالله بن عمر وأبوقتادة الأنصاري وطلب مالك من خالد أن يبعثهم إلي الخليفة أبوبكر ليكون حكما بينهم وفيهم كما بعث غيرهم وكانوا من المرتدين وليسوا من المتريثين في دفع الزكاة أي أن جريمتهم كانت ابشع ولكن خالد رفض رغم إلحاح ابن عمر وأبي قتادة عليه بالموافقة وشهادتهما بإسلام الرجل وقومه.نظر خالد إلي زوجة الرجل واصابه من عينيها الجميلتين ما اصابه من العشق والهوي فنطق بعبارة واحدة إلي ضرار بن الأزور الأسدي قائلا « لا أقالني الله إن لم اقتله» وقبل أن يهوي سيف ضرار علي عنق مالك قال لخالد وهو ينظر نظرة الوداع الأخيرة لزوجته «هذه التي قتلتني» فقال خالد «بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام» قال مالك «إني علي الإسلام» فقال خالد «يا ضرار اضرب عنقه»وفورا أمسك خالد بزوجة مالك وقبل أن تفيض روحه وطلب من جنوده بناء خيمة لها ودخل إليها ليجامعها ويعاشرها معاشرة الأزواج بينما دماء زوجها الشرعي مازالت ساخنة تسيل.علما ان مالك بن النويرة قد استشهد موالياً لأمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)، ونُكحت زوجته في تلك الليلة من دون استبراء، ومن دون عدّة الوفاة، وحرق رأسه، في سبيل إحقاق الحقّ وإبطال الباطل.وما ارتدّ مالك بن النويرة ولا أهله ولاعشيرته، بل كانوا مسلمين مصلّين صائمين حاجّين زاكين، وكانوا يريدون أن يؤتوا الزكاة لمن هو أحرى وأحقّ في مقام خلافة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم). فانتهك حريمه، وأخذت أمواله، وقتل هو وعشيرته.ولقّب قاتله والزاني بزوجته بسيف من سيوف الله وهذا من العجب العجائب؟
(وإن هذه القصّة الطويلة المبينة لعدّة مطالب جيدة، والكاشفة عن حقيقة الخلافة المغصوبة، والمميزة بين من له الجواز لأخذ الزكوات، ومن ليس له ذلك. والدلالة الصريحة على أنّ مالكاً كان يريد أن يدفع الزكاة إلى أمير المؤمنين عليّ ع . هذا قد ثبت عندنا بالروايات ان مالك بن النويرة كان يرى ان الزكاة تدفع للامام الشرعي بحسب وصية الرسول الاكرم ص واله والمنصوص عليه من قبل النبيّ(صلّى الله عليه واله وسلّم) في موارد عديدة.
السؤال هو هل هؤلاء الذين ذكرناهم وذكر جزء معشار من سيئاتهم صحابة ام عصابة ؟ اليك السؤال يا صاحب العقل و البصيرة اسأل. فهل فيكم رجل رشيد يجيب بجواب سديد ؟ هل كان الحاج باسم الكربلائي على ملة المجوس مثلا ام النصارى عندما قال انهم عصابة وليسوا صحابة ؟ هؤلاء الذين يقصدهم الشيعة بانهم حقيقة عصابة اغتيال وليسوا بصحابة ......
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha