سألت اكثر اصدقائي اطلاعا في الامور الشرعية سؤالا ابتسم له ، قلت ؛ ياصديقي هل يجوز للإنسان شرعاً أن يضع نفسه تحت الظلم، ويُمكِّن الظالمين من نفسه، ويُصبح مضطهداً؟ ، قال لقد ذهبت بعيدا واعلم غايتك في السؤال ولن ينفعك جوابي حسب القاعدة الفقهية , فلقد وضع الشعب العراقي نفسه تحت طائلة الظلم وهو فرح . هذا العام رأيت ان الزحف باتجاه قبلة الاحرار يختلف جذرياً عن الاعوام المنصرمة ، من حيث الخشوع والرهبة بل وحتى من حيث العدد ، هذا العام رأيت جرح الانسان فاغر الفاه ينظر الى طريق كربلاء نظرة الباحث عن الدواء ، رأيت و سمعت شكوى الناس عكس ماتنطق حناجرهم ، رأيت الاخلاص في ابهى صوره ، حتى اني سمعت نبضات القلوب وهي تبث لواعجها الى الله مقرونة بالتوسل بسيد الشهداء وبيومه الخالد ، نعم هذا العام فيه من الحزن الشيء الكثير ، فيه طلب العفو والصفح من الله على التقصير وهدر السنين بجهالة . مدينة كربلاء يعرفها معظم العراقيين ونعلم مساحتها وضيق شوارعها ونعلم عدد اسواقها ، هي ليست اكبر مدن العراق ولا اكثرها بنيان شاهق ، مدينة ترزح تحت الظلم والفقر من يوم شيدت ، لكنها تستمد شموخها بمن عليها من سادة الارض ، نعم هي مدينة مقدسة طاهرة نقية ، لم تسقطها مؤامرات العداء ولا تثني عزيمة اهلها عن عشقها وحبهم لتربتها ، وكيف لاتعشق وهي تحمل على ظهرها منارات الحرية والعنفوان للامام الحسين وابا الفضل العباس عليهم السلام ، لكنها مع صغرها تستوعب اي عدد من الزائرين مهما كان وهذه كرامة من كرامات الائمة سلام الله عليهم اجمعين ، واضف الى هذا ان اهلها الطيبون الذين تشرفوا بسكنهم في هذه المدينة ،فهم يسيرون امور الزائرين بصمت ودون ان يعلم احدا تحركاتهم ، فعملهم خالص لوجه الله وحباً بالحسين عليه السلام . دعونا نحدث انفسنا وبصراحة وبحب الحسين ، ما السبب الذي جعل البكاء و العويل يزداد هذا العام ، اوليس هم ساستنا الذين مكناهم من رقابنا ومن مصيرنا ، السنا نحن من سمح لهم ان يوغلو في قتلنا وهتك كرامتنا ، ومازلنا نحابي هذا وذاك ،وننفخ بهم ؟ اليس نحن من طوقنا رقابنا بغل العبودية لهم ، بل ومازلنا نهتف لهم ، ونسينا قول سيدنا الحسين ( هيهات منا الذلة ) ، فاي ذلة نعيشها اليوم ، فليس امامنا غير التوسل بالله مستشفعين بالحسين ، ان ينتقم الله سبحانة وتعالى من كل ظالم وفاسد اوصل المواجع للاضرحة المقدسة ، وجعل قلوب الناس دامية تشكوا الى الحسين نجواها .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha