زمن احمد الخيكاني ||
هل يمكن للحركة الإسلامية ان تنام على فراش الطمأنينة من سلامة خطها الفكري إلى النهاية وهل ان توقع الانحراف وارد ام لا؟.
البعض من أبناء الحركات الإسلامية ولكون الانطلاقة التي شرعت بها كانت سليمة والأهداف التي يحولونها هي الأخرى سليمة، والقيم التي ينادون بتطبيق إسلامية اصيلة والقيادة التي بدأت مسيرة العمل كانت صالحة وحكيمة، وبسبب ذلك فإنهم يطمئنون على خطتهم ويعتقدون ان لا خطر من اي انحراف فكري .
ولكن: أليست الديانة التي انزلها الله على السيد المسيح عيسى ابن مريم قد انحرفت عن مضامينها واصبحت اليوم بعيدة كل البعد عن رسالات السماء.
الم تتحول المسيحية بفعل المسلمين، من رسالة تدعو إلى عبادة عيسى ابن مريم الذي تحول من عبد الله إلى شريك معه في الربوبية وتحول الكتاب المقدس من رسالة الله على يد عيسى عليه السلام يبلغها إلى الناس إلى رسالة عيسى على يد تلاميذه إلى المبشرين به .
واليهودية هي الأخرى، الم تتعرض للانحراف وتحولت من رسالة تدعو إلى الله دعوة صريحة وترك عبادة الدنيا وعنصرية ما انزل الله بها من سلطان.
ان الكثير من الحركات التي شط بها السبيل، حينما نلقي عليه نظرة فاحصة، نجد انها بدأت بشكل معين وانتهت بشكل معين يختلف نهائيا عما بدأت به اول مرة.
أقول: إذ ا كانت الديانات التي انزلها الله مع الأنبياء المعصومين الذين غيروا مجرى التاريخ لم تسلم من يد التحريف، فهل يمكن لنا ان نطمئن إلى سلامة الخط الفكري والعقيدي لأية حركة إسلامية بمجرد ان تكون بدايتها والقائمون عليها واهدافها وشعاراتها سليمة ؟!.
من هنا فلا بد أن نبحث عن الضمانات التي تصون الحركة الإسلامية وافرادها وقياداتها من الانحراف قدر المستطاع وقبل ذكر هذه الضمانات نتساءل: من أين يأتي الانحراف الفكري والعقيدي في الحركة الإسلامية؟
الجواب قد يأتي الانحراف الفكري العقيدي من أربعة مصادر:
اولا: العدو، فمن الخطأ بمكان الظن بأن العدو نائم وغافل عنا او انه لا شغل له معنا او ان مكره بسيط ولا أهمية له وان أعداء الفكر الثوري المقاوم يريدون تحطيمه اما من الخارج او من الداخل ويفضلون عادة الداخل على الخارج ولذلك فهم يبحثون دائما عن ثغرات يمكن التسلل منها إلى داخل الجماهير وتبدأ أفكارها المنحرفة ومشاريع بعيدة عن الأهداف السامية لها وهكذا يبدأ الخط الفكري بالتعرج ومن ثم الانحراف بالكامل.
ومن سوء الفهم ان الجاسوس يمكن التعرف عليه بسهولة لانه يستهدف تغيير اتجاه المبادئ بمدة بسيطة ولذلك فيمكن التعرف عليه وطرده فورا .
ان تأثير المتسللين تدريجي وليس فجائيا ولذلك لابد من الحذر الدائم والسرية.
ثانيا: المصلحون الذين دخلوا الحركات الإسلامية لتحقيق طموحات شخصية ثم رأوا ان ظهر الحركة يمكن ان يتحول إلى مركب جيد لتحقيق حاجاتهم ورغباتهم فراحوا يحركون أبناء الحركة لخدمة مصالحهم الشخصية إلى توجيه فكري لخلق افكار وقناعات بضرورة الاستمرار معهم في العمل فيخلقون جيل منحرف في الفكر والعقيدة وهؤلاء يقدمون مشاريع ظاهرها الإصلاح وباطنها السم الزعاف.
ثالثا: الانتهازيون وهم يختلفون عن المصلحيين بأنهم يقفزون إلى الحركة حينما يضمنون لهم مستقبل جيد فيها فيلونون لأنفسهم بلون الحركة او التيار او الجماهير مثل الحرباء ويظنهم البعض أنهم ثوريون اكثر من القائد والمصلح.
رابعا: القائد المنحرف في الحركات والتيارات الفكري الإسلامية بشر وقابليته على الانحراف مثل أي فرد في المجتمع والشيطان يركز جهوده على القيادات الإسلامية اكثر من غيرها ذلك لان الشيطان لا يحارب الذين وقعوا في خطه وحبائله لاختيارهم الشخصي هذا المسلك الشائن إنما يحارب المؤمنين الذين يدعون لحربه ومقاطع وينحرف القائد حينما يكون ضعيفا في تقواه وعاريا عن الدين ويصل لمركز القيادة لظروف قاهرة أصابت الحركة او التيار هذا القائد حينما ينحرف في الخط الفكري والعقائدي لدى بقية عناصر وأفراد يكون هو عرضة إلى الانحراف اكثر من اي وقت ولهذا أرى أن مراقبة المرجع المقلد ضرورة كون انه من يتصدر للقيادة وينحرف يتشبه على الكثيرين أمره ويصعب تشخيصه لان القائد الذي كان ينادي بشعار امس يحاول اليوم تفسيره بشكل اخر وتتبدل القيم عنده وتفقد مصداقيتك السابقة وهنا قد يطرح القاري سؤالا : كيف تحصن الحركات والتيارات الإسلامية نفسها سوف اجيب على ذلك في مقال قادم.