عبد الرحمن المالكي ||
"إن أفضل الناطقين باسم الأفكار والأهداف الأمريكية هم غير الأمريكيين، أي الوكلاء المحليون" هذا ما قاله كبير منظري القوة الناعمة الأمريكية، جوزيف ناي، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة لا تواجه أي مشكلة في إيصال رسائلها أو أفكارها إلى العالم، إذ تحظى بالطاعة المطلقة والعمياء من قبل أدوات محلية "متحمسة" لتحقيق أهداف الإدارة الأمريكية خدمةً لمصالحها الشخصية, ومن هذه الأدوات:
1- وسائل إعلام محلية وعربية، حيث سعت الإدارة الأمريكية, لإسكات وقمع الوسائل الإعلامية المناهضة للفكر المقاوم، حيث اغلقت العديد من القنوات ومواقع تابعة للأحزاب او الفصائل العراقية المناهضة للاحتلال الامريكي في العراق، حيث كشفت وثائق ويكيليكس عن اجراء أمريكا لاتصالات مع شركات البث الفضائي بهدف وقف بثها او ايقاف مواقعها، في مقابل فتح الباب أمام قنوات معادية للمقاومة لبث برامج التلفزيونية والإذاعية لساعات طويلة، فضلاً عن المدونات والمقالات المغرضة التي تُنشر على مواقع الانترنت.
2- الثورات الملونة، التي تسعى من خلالها الإدارة الأمريكية وحلفاؤها لخلق حالة من الفوضى في البلاد بغية السيطرة عليها، ولأجل ذلك تفتعل الحروب الداخلية أو أزمات اقتصادية واجتماعية مختلفة.
3- إيجاد بدائل للخدمات التي تقدمها المقاومة، إذ تلجأ إلى جعل مشاكل الناس أولى اهتماماتها، ففي لبنان على سبيل المثال لا الحصر، يسعى حزب الله إلى تأمين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للشعب اللبناني والبيئة الحاضنة للمقاومة، وكان آخرها نموذجاً تأمين البطاقات التمويلية "بطاقة السجاد", من هذا المنطلق تسعى الولايات المتحدة إلى تأمين بدائل لهذه الخدمات عبر جمعيات المجتمع المدني NGOs، التي تأخذ طابع الجمعيات المستقلة لكنها في الحقيقة قائمة على التمويل الأمريكي، فتقدم المعونات لبعض العائلات الفقيرة، وهذا ما حصل في العراق كما لبنان منذ أحداث 17 تشرين الأول.
4- التلاعب بعقول الشباب الجامعيين، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى "أمركة" وعي الطلاب وتغيير نمط الحياة لديهم life style عبر ضخ المفاهيم الغربية في حياتهم اليومية، ويبرز ذلك جلياً في الجامعات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط, واخرها اعلان الجامعة الامريكية في العراق, والتي فاق عددها العشرات، إضافة إلى المنح التي تقدمها هذه الجامعات للشباب للانضمام إلى فروعها وانشطتها.
5- العمل على افتعال الفتن والترويج للفيدراليات والتقسيم، من خلال اعتماد الخطابات الطائفية والمذهبية بأدوات محلية، وتغليب فكرة أن الإسلام يسعى للسيطرة والقضاء على الطوائف الأخرى، وهذا ما تحاول بعض المصطلحات المستخدمة تكريسه مثل قول "حزب الله الشيعي، حماس السنية، إيران الشيعية، حركة الجهاد السنية، الحشد الشعبي الشيعي, الفصائل الموالية لا يران..."، بمحاولة منهم لسلخ حركات المقاومة عن بيئتها وهويتها الحاضنة.
6- الضغوطات المالية والاقتصادية، والتي - وبحسب الإدارة الأمريكية - هي بسبب وجود حركات مقاومة في الشرق الأوسط، والمفارقة أنها تُحمّل حزب الله اللبناني مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان في الوقت الذي تمارس فيه واشنطن الضغوطات المالية والاقتصادية على لبنان شعبه، وكذلك على أفراد ومؤسسات في الدول العربية لمجرد تأييدهم لحركات المقاومة والتي صنفتها هي في دائرة الإرهاب كـ حزب الله، وفصائل المقاومة الفلسطينية والعراقية
https://telegram.me/buratha