المقالات

وقفة مع البابية..   


محمد هاشم الحجامي ||   المعلوم أن أئمة ال البيت عليهم السلام كان لهم مريدون وطلاب تختلف مستوياتهم العلمية والفكرية تبعا لقابلية كل منهم وهو أمر طبيعي فالبشر يختلفون بقدراتهم العقلية تبعا لعوامل كثيرة ؛ لذا تجدهم يهتمون ببعضهم ويوجهونهم إلى الناحية الفكرية التي يرونهم مجتهدون فيها فنجد الإمام الصادق عليه السلام يوجه هشام بن الحكم إلى الجدل وزرارة إلى الفقه وهكذا وهي ظاهرة كانت ملامحها واضحة مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل فأبو أيوب الأنصاري كان عالما بحوادث الزمن ومستودعا لأسرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مآلات وخواتم أصحابه في حين نجد أبا ذر الغفاري رحمة الله عليه كان مهتما بالجانب الاجتماعي وهكذا... الحاصل هناك أشخاص نجدهم مؤمنون قلبا وقالبا بالإسلام من صحابة الرسول والأئمة وآخرين جاءت بهم الأحداث واحيانا الصدفة وماكان الإسلام بالنسبة لهم إلا طريقا لتحقيق أمانيهم الدنيوية . ولعل السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم نجد البابية قد ادعيت في عصر الائمة السابقين على الإمام الحسن العسكري وابنه المهدي المنتظر سلام الله عليهما ؟  الجواب ببساطة أن الإمامة قائمة ولم تتوقف فحينما يموت أحد الأئمة يرثه أمام آخر ومن يدعي مقاما ليس له يتبرأ منه الإمام المعاصر له وينتهي أمره كما حصل مع علي بن ابي حمزة البطائني وغيره . وهي موجودة في المسيحية كما يخبرنا انجيل يوحنا ١٠/ ٩ وهي موجودة عند الفرق الغنوصية وعند الإسماعيلية ويطلق الدروز على العقل الاول عندهم اسم الباب. كان ادعاء البابية ارتبط بالنبي _ كي تأخذ الشرعية _ فقد ادعاها محمد بن نصير النميري لسلمان الفارسي  وأنه باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وادعاها لاحقا محمد بن الفرات للامام علي موسى الرضا عليه السلام  .   و بدأت بشكل جلي ولها اتباع ومريدون  مع أبي العزاقر المعروف بالشلمغاتي ومن ثم الشريعي الذي ورثها عنه محمد بن نصير النميري الذي كان طامعا بالوكالة الخاصة والسفارة عن الإمام المهدي عليه السلام ولما آلت إلى عثمان العمري رفض الإقرار بها لأنه يرى نفسه أعلى شأنا وارفع منزلة من العمري رحمه الله!!! .  ومن ادعيائها أحمد بن  هلال الكرخي والحسين الحلاج وغيرهم ....... بقيت الفكرة خبيئة الكتب تظهر وتختفي على حسب العوامل والظروف ولكن المؤثرات بها حالتين متناقضتين وهما صعود نجم الشيعة أو خفوته ...  ويبدو أن العام ١٢٤١ عاما مهما في إعادة احيائها وفي جر الويلات على الشيعة من جراء ادعائها . ففي العام المذكور ولد في مدينة الاحساء رجل اسمه احمد الاحسائي وشاهد وعاصر سيطرة الوهابيين على المنطقة الشرقية في شبه الجزيرة العربية وقد انتقل الى النجف الاشرف وكربلاء من أجل الدراسة الحوزوية  . كان الرجل من المبشرين بقرب ظهور الإمام المهدي المنتظر وأنه يعيش هذا العصر وقد كانت نظريته تقوم على عدة محاور  الأول / أن الائمة يرزقون ويحيون ويميتون ثم يستدرك أن الله منحهم تلك القدرات وهذه الفكرة قديمة تسمى التفويض أو المفوضة والشيخ الصدوق يلعنهم في كتبه .  الثاني / إن الكشف إحدى مصادر التشريع وهو يدعي بأنه رأى الإمام الحسن في المنام ومج في فمه العلم ويصفه بأنه اشهى من العسل !!!!. الثالث / من غرائب ما يعتقد أن الإمام المهدي يمكن أن يولد في آخر الزمان من أبوين آخرين غير أبيه الإمام الحسن العسكري وأمه نرجس !!. وله عقائد أخرى كإنكار المعاد الجسماني وأن معراج النبي روحانيا فقط وغيرها. من هنا ومن تلك العقيدة تشكلت فرقة البابية والتي أنتجت البهائية.  .  فالحركات التي ظهر بعد سقوط صدام وادعى أصحابها النيابة والسفارة انطلقت من هذه الفكرة وتبنت معتقداتها . فهل هناك باب جديد يمكن أن يظهر قريبا كل الدلائل تشير إلى ذلك وأنه سيكون اخطر من كل سابقيه .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك