حازم أحمد فضالة ||
تتسارع الأحداث في غرب آسيا، والأميركي يتراجع في الميادين العالمية (جيوإستراتيجيًا)، لكنه يقدم استعراضًا إعلاميًا لنصر صوريّ، أما موقفه من العراق؛ فهو لا ينفكّ عن المسار العالمي للتراجع الأميركي، لأنَّ السياسة الخارجية الخاضعة للمتغيرات الإستراتيجية؛ هي حاكمة على موقف الأميركي من العراق اليوم الذي هو في (جنوب غرب آسيا)؛ لا قرب بحار الصين، ولا على حدود أوكرانيا!
من أجل ذلك نعرض موقف أميركا في هذه القراءة والتحليل:
1- الإدارة الأميركية اليوم (إستراتيجيًا) لم يعد العراق من أولوياتها، فهذا الزمن مضى؛ فالهرب الأميركي من أفغانستان يتبعه هرب أميركي من سورية والعراق.
2- أميركا تعترف (ميدانيًا) أنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الدولة العظمى في غرب آسيا، وهي وحلفاؤها أصحاب اليد العليا في غرب آسيا، وهذا يعني موقع قوة العراق.
3- يوجد بعض (صانعي السياسة لأميركا) مثل (مايكل نايتس) رفعوا توصياتهم للإدارة الأميركية، بتاريخ: 25-آب-2022؛ من أجل قصف بعض مواقع المقاومة في العراق ومنها (جرف الصخر في بابل)، وطلبوا أن يكون القصف (قصفًا فاعلًا)!
هنا نوصي المقاومة، بضرورة التعامل مع توصيات السيد نايتس؛ تعاملًا جادًا وحازمًا، مع توجيه حُزمة رسائل تأديبية للأميركيين، ترتئيها المقاومة (على مستوى المحور)؛ لأنَّ توصيات السيد نايتس ليست ضمن مدار الإستراتيجيا الأميركي، لكنها في مدار التكتيك والمناورة.
4- السفارة الأميركية في العراق، منشغلة بالصحافة وتطوير قدرات النساء (المنخرطات انخراطًا لا يُصَدَّق)، وأدانت حركة التيار الصدري باقتحام مجلس القضاء الأعلى، وأسمت الحركة هذه (اضطرابات)؛ يعني لا تظاهرات ولا احتجاجات!
5- أميركا اليوم في العراق تؤيد تشكيل حكومة جديدة على وفق الدستور، ولا رغبة لها بأن يتدهور الوضع العراقي؛ لأنها قرأت اليوم المعادلة الجديدة العراقية وهي:
أولًا: الشيعة قادرون على التحكم بحالة التدهور والعبث، ويمكن أن يستثمروا بها لاستنزاف الأميركي والخليجي.
ثانيًا: الشيعة قادرون على التحكم بحالة الاستقرار، وهذا يخدم الحفاظ على تدفّق مصادر الطاقة؛ (وأوروبا قريبًا تحت نقمة الشتاء).
ثالثًا: الشيعة يسيطرون على الملفات الساخنة الحقيقية في الميادين المتعددة، ولا تخدعهم ملفات المشاغلة، أو ملفات الاستنزاف.
https://telegram.me/buratha