كاوه الجعفري ||
{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} النساء (59)
{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } النساء (115)
من المعروف ان القيادة للمؤمنين وللناس عامة من اول خلق لله على كوكب الأرض هي للانبياء عليهم السلام منذ نبينا و ابينا أدم الذي لم يولد من صلب احد انما خلقه الله جلت قدرته بمشيئته . فكان اول معلم للبشرية , ومن بعد نبينا ادم عليه السلام انتقلت القيادة الى أبنائه من الأنبياء بامر الله سبحانه طبعا وبتبليغ الروح الأمين سيد الملائكة جبريل امين الوحي عليه السلام ورفيق الأنبياء . والذي هو ناقل أوامرالواحد الاحد الى انبياء الله ورسله واحيانا الى عدة انبياء في ان واحد , ويمر التاريخ و تتجدد السلالات و تتغير الازمنه وسنة الهم سبحانه باقية فينا نحن بني ادم سيد المخلوقات بنزول الوحي و التعليمات الإلهية المقدسة والواصلة الينا من خيرة خلق الله واكمل المخلوقات وهم الأنبياء و المرسلين , والشرائع النازلة الينا في الأزمنة السابقة لنظم أمور البشرية في حياتنا الدنيوية ودور الأنبياء هي اقدس الأدوار وهي الدلالة على المسير الطويل للبشر في المراحل المستقبلية الغير واضحة المعالم لدى عامة الناس , و حملة الوحي و مبلغي الايات و دستور الحياة ومراحل العيش من خلق الى خلق في هذه الدنيا واضائة الطريق السليم لنا كبشر, وكيفية التعامل فيما بيننا في جميع امورنا بطريقة عادلة من غير ظلم ولا تجاوز والتحوطات والتحصينات من مكائد الشيطان الذي تحدى الله في اضلالنا والحذر الشديد من مكائده ثم باستخدام المكائد الدنيوية التي عادة ما تهواها النفس البشرية , واغراء الانسان في زينتها و جمالها و نعيمها وزبرجها وما الى ذلك , إضافة الى مخططات ابليس المرجوم من رحمة الله والايس من رحمانيته والمطرود من غفرانه , بسبب عصيانه وطغيانه و حسده و تكبره ومخالفته امر الله الملك الجبار القوي المتين الواحد الاحد رب كل شيء و خالقه , ويستمر التوعية الإلهية وارسال الرسل و الانبياء تترا الينا وانزال الوحي المبارك الينا لئلا نضيع ونتضلل وان لا نقع في حفر الدنيا و لا نغتر بجمالها المنتهية عما قريب وان لا نصدق بخدائع الشيطان , والتعاليم الربانية الينا نحن البشرللحفاظ علينا لم تنقطع وهي من افضل النعم علينا , وكان دور الأنبياء الرائع وخلقهم الرفيع وطيبة معاشرتهم وحسن اخلاقهم ووضوح تبيانهم للشرائع والايات هي بحد ذاتها اية أخرى لنا مع اسنادهم من قبل الله المنعم الرحيم بخلقه وامين الوحي جبرائيل سلام الله عليه والتوجيهات من الله عن طريقهم الينا مستمر, والذي منها تفاصيل ما يجري علينا قبيل انتهاء حياتنا الدنيا وبداية نشوء حياتنا البرزخية وبعدالبرزخية القيامة والبعث و النشور و الحساب و الجزاء ومالمخاطر التي تحيط بنا في الحيات البرزخية والمراحل الأخرى الى العدل الهي والمحكمة العادلة الكبرى الذي يعطى فيها كل ذي حق حقه , والايحاء الينا بفعل الخيرات للحيلولة دون السقوط , وبيان السبيل للراحة فيها والخلاص من المخاطر في ذلك العالم بل العوالم الغير جسمانية والغير مرئي ولا مسموع لما يجري لمن سبقنا من إخواننا الذين سبقونا اليها , لكن الوحي كان واضحا وبيّن لنا ما سوف يجري لمن انتقلوا اليها و ما يجري علينا أيضا , ووضح لنا وسائط ووسائل النجاة من مخاطرها البرزخية المخيفة والمواقف الصعبة امام الحكم العدل حيث هو سبحانه الحاكم و الشاهد . والنسل البشري تتجدد والكتب السماوية ورسالات الاله تستمر وتتكامل جيلا بعد جيل الى وقتنا هذا , حيث شرفنا اذ بعث فينا نبي ورسول هو قائدهم وسيدهم وامامهم ولا نبي بعده سيد الأنبياء و خاتم المرسلين محمد ابن عبد الله ابن عبد المطلب من سلالة إبراهيم الخليل من ابنه الذبيح اسماعيل الصديق , وكان خير الأنبياء وافضلهم بل وسيدهم وشريعته المباركة افضل الشرائع و اتمها وكتابه المهيمن على جميع الكتب السماوية وابلغها وأكثرها اعجازا وقدسية وضوء و ضياء كتاب تكفل الذات الهية المقدسة بحفظه من الانحراف والتغيير كتاب سماه سبحانه النور المبين , ووصيه افضل الاوصياء واكثرهم كمالا و شجاعة وجمالا ومرتبة ثاني افضل مخلوق بعد سيده واخيه محمد صلى الله عليه واله .
من تكفل النبي شخصيا تربيته ليهيئه للوصاية و الولاية و الخلافة بعده بامر الله سبحانه والوقت يمضي والانوار المحمدية تستمر نور بعد نور الينا الى وقتنا هذا الوقت الصعب لانبي في وقتنا و لا وصي يمكننا التشرف به مباشرة لان الامتحان اصبح لنا الادميين اصعب لانه قرب نهاية المطاف كما ان نبينا الأفضل وكتابنا الانور وائمتنا خير الاوصياء والائمة لكي نقتدي بنورهم , واتم نعمه علينا ان جعل امام وقتنا و زماننا الامام المهدي (عج) , الذي تباهى به النبي و الوصي و كل الائمة بفضله ومكانته جماله ورحمته , فنحن الذين وفقنا بهذه النعم الكبيرة وجب علينا ان نكون افضل الأمم واكثر الأمم تطبيقا لشريعة الرب الواحد الاحد وعلينا ان نكون عبادا تتمنى الأمم السالفة لو كانوا مثلنا ومعنا .
لكن للأسف فأحيانا نقع في مأزق الشيطان الذي يكر علينا كرا ليضلنا عن جوهرة ال محمد المهدي (عج )
ويرسم للادميين في زماننا مخططاته وخدائعه بأكثر خشونة من مخططاته للأمم السابقة , لذا أحيانا نقع في الخديعة والفخ الابليسي , كما ان مداخل الشيطان كثيرة حولنا , علينا التمسك بإمامنا المهدي (عج) ونقتبس من نوره لنتخلص من عدو الله و عدونا ونعرف حينئذ مكائده ونحذر منها ببركة خاتم الائمة عليه الاف التحية و السلام , ولن يكون لنا الخلاص و النجاة والعبور الى شاطيء الأمان في وقت غيبته عليه السلام الا بالتزام بتوصياته , وانى لنا التوصيات ؟ والرسائل ؟ بلى فتعليمات الامام المنتظر و توصياته موجودة عند نوابه العامون وهم المرجعيات الرشيدة حفظهم الله . من تمسك بهم وبتعليماتهم واطاعهم واحبهم ولم يعصهم ولم يخرج من دائرة الطاعة فقد نجى ان شاء الله لانهم رسل الامام الينا نحن الايتام ايتام ال محمد وعلي عليهم السلام ,
من أراد رضى المهدي (عج) , فعلية ان لا يتعدى الحدود المرسومة له ولو الى عمل ثوري او حركة فيها تدمير ممتلكات الناس او معارك فيها تسفك دماء الناس بلا فتوى من المرجعية , اومواقف تحتسب وتترتب عليه اثار وتتخبط فيها أمور المسلمين الا بعد اخذ الاذن من الامام بواسطة نوابه (المرجعيات الدينية الرشيدة ) فالمراجع كثر لكن من يكون نائبا للامام (عج )هو واضح كوضوح الشمس , لكي نظمن شرعية العمل ونتيقن من سلامته وموافقة الامام (عج) يجب التمسك بهم في كل امرنا العبادية والاقتصادية والعسكرية و السياسية أيضا , بل نزاحمهم في اخذ الفتوي لكي لا نضل ولا نقع في حفر الشيطان ولا سمح الله نعتبر انفسنا لا نحتاج اليهم حينئذ وقعت الواقعة , فالحذر ثم الحذر من الابتعاد من مرجعياتنا الرشيدة . حفظهم الله لنا ظلا ظليلا.
والحمد لله رب العالمين :
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha