ا د جهاد كاظم العكيلي ||
الفهم الخاطئ في السياسة او في سياقات عملها ازاء المناطق الساخنة كما هو الحال في العراق، قد يؤدي إلى قلب الامور على عكس ما هو مخطط له..
ان هذا النوع من الفهم سيعقد المشهد اكثر بسبب تشابك الرؤي الى حد يصعب معه تفكيك التشابك الحاصل حاليا على الساحة العراقية..
وهذا ما جاء عن لسان المسؤولين في الخارجية الامريكية، والتي صرحت بان هناك فرصا ضائعة قد وقعت طيلة االاشهر الماضية التي اعقبت الانتخابات البرلمانية التي جرت في تشرين الأول الماضي من دون ان تتشكل حكومة جديدة ..
وهذا ايضا ما اكد عليه سفير امريكا في بغداد دوكلس سلمونت، قائلا ان الحكومة اضاعت عشرة اشهر من بعد إجراء الانتخابات لايجاد الحلول للازمة العراقية الحالية..
ومن الطبيعي ان نسمع هكذا تصريحات من المسؤليين الامركيين في أعقاب كل مشهد سياسي جديد يحدث في العراق..
والحقيقة هنا، ان العراق ضاعت عليه عشرون سنة من دون ان يتقدم ولو بخطوات بسيطة اسوة ببلدان العالم الاخرى التي خدمت شعوبها في مجالات الحياة العامة والتي وفرت الراحة والطمانينة لمواطنيها ، فقد ضاع عقدين من الزمن على العراق وابناءه، وضاعت معها كل الاموال الناتجة عن ثرواته، وعدم استغلالها لخدمة العراق خلال هذين العقدين بسب فشل السياسة العراقية التي تدار من قبل اشخاص دعمتهم الحكومة الامريكية وخلقت لهم شرعية لوجودهم في الحكم..
وهذا حصل بسب خريطة الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي دست امريكا انفها فيها ومثل سابقاتها وبالتنسيق مع الحكومة البريطانية، وذلك لغرض ايجاد توزانات جديدة في الاصوات والمقاعد في قبة البرلمان وهو ما أدى لتغير معادلة الحكم وسحبها لحلفاءها بشكل جديد وتدريجي..
وهذا ما اوقعهم بخطا كبير، لان هذه التوازنات هشة وغير موثوق بها، وهذا التوازانات دخلت في سوق بيع الاصوات لتشكيل الكتل المتنافسة في البرلمان لغرض الفوز بتشكيل الحكومة، والتي عقدت المشهد القائم وزاد من تحدي الكتل السياسية ازاء بعضها ، لينتهي الامر في ان يصبح البرلمان مكانا جيدا للمتظاهرين..
ومن المفيد هنا أن اعيد القول ان الفهم الخاطى للواقع السياسي ولشخوصة المتربعة على ساحة القرار، هي المشكل الحقيقي الذي يعرقل الامن والاستقرار ويزيد من غضب المواطن ورفضه لها..
ان دول الاحتلال تعي جيدا لاسباب هذا المشكل، لكن المخفي في كواليس السياسة غير ما هو معلن، والمغلف بغطاء الديمقراطية المسلفنة وحقوق الانسان الوهمية..
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha