ابتهال الموسوي ||
كان آخر الأسبوع في الجامعة مزعجا جدا بالنسبة لها فقد أعطاهم الاستاذ مادة جديدة وطلب ان تكون من ضمن امتحان الاسبوع القادم وهي غير صافية البال هذه الايام وتشعر ان ذاكرتها تخونها في الحفظ عادت للبيت بمزاجها المتعكر حاولت جهدها ان تتفاعل مع من حولها لكنها لم تستطع وظلت طوال يومي العطله تقرأ في مادة الامتحان ولكن دون جدوى كأنها تحفر في الصخر فلا شي منها يقبل ان يطبع في ذاكرتها ومر اليومان واستيقظت في يوم الامتحان ارتدت ملابسها وتلفحت بعباءتها وحملت حقيبتها وخرجت حتى أنها لم تستطع ان تتناول فطورها التقت برفيقتها كالعادة في الحافلة التي تقلهم للجامعة واول ما ألقت عليها السلام قالت لها رفيقتها كيف انت مع الامتحان هل استطعتي إكمال المادة؟
ردت عليها بتردد: لا أعلم
ضحكت رفيقتها وقالت : لن يكون أصعب من امتحانات الثانوية النهائية وقد تجاوزناها (خليها على الله)
كانت هذه الكلمة كفيلة بان توقظها من غفلة الخوف التي كانت تعيشها طوال الايام الفائتة أخرجت مسبحتها من الحقيبة وأخذت تديرها بهدوء مع ذكر الصلاة على محمد وآل محمد
وعلى بعد مسافة سير عشر دقائق من الجامعة طلبت من سائق الحافله ان يتوقف استغربت صديقتها من ذلك لكنها لم تستطع ان تسالها فقد نزلت بسرعة
واخذت تسير المسافة المتبقية على قدميها وهي تتأمل بناية الجامعة وأصوات السيارات والطلبة...
إلا انها كانت تتأمل ذكرياتها قبل عامين مضت كيف كانت تتوسل بالله ان يعينها للوصول إلى حلمها وهاهي الان تعيش حلمها وماذا وهي كئيبة اي غفلة هذه التي تملكت قلبها وشغلتها وانستها جميل الطاف ربها وكرمه عليها ما كان حلما بعيد هو الآن حقيقة تعيش تفاصيلها بفضل الله اخذ قلبها يردد شكرا لله شكرا لله وفي هذه اللحظات شعرت كأن الطاف الله عاودت تهطل على روحها كزخات المطر لتطهر روحها من زيغ الشيطان وغفلته
دخلت الامتحان واجابت على كل الأسئلة بكل ذكاء وادركت ان الامتحان الأصعب ليس مادة دراسية بل هو ادراك ان لاتنسى لطف الله وشكر الله في كل حال.