عبدالرحمن المالكي ||
نضع بين ايديكم جملة من التوصيات التي تسعى للنهوض بواقع الشباب العراقي وابراز هويتهم الثقافية الحضارية التي لها عمق تأريخي كبير وواسع, ومنها:
1- ان الهوية الثقافية للشاب العراقي, تواجه العديد من التحديات والعوامل التي تعيق تحقيقها بالشكل الذي يحقق الوحدة للوطن والمواطن ويحقق الامن والأمان والاستقرار الاجتماعي حيث ان نشوب الحروب والنزاعات والطوائف والمذاهب ادت الى تقسيم البلد الواحد الى عدة اقسام والى تشتت الافراد فيما بينهم فأصبحت الصراعات بين المجتمع العراقي امر مرير جداً عمل على انهياره وتشتته.
2- تنامي نزاعات العنف والتطرف واتساع دائرة المخاطر التي تهدد امن المجتمع العراقي وخصوصاً الفئة المستهدفة من الشباب (ثقافة العنف) حيث ان الثقافة الواحدة تشكل خطراً على الهوية من خلال الانفتاح بلا وعي على العالم الغربي وخاصة في مجال الاعمال واطلاق العنان للشهوات وملاحقة مستجداتها، حيث ان التكنولوجيا عملت بقوتها الناعمة على طمس الهوية الوطنية الثقافية والتي تعني التفرد بكل ما تعنيه الثقافة من قيم وعادات ونظرة وسلوك.
ومن الضروري العمل بإليات تناسب المرحلة التي نمر فيها ونضع بين ايديكم جملة من الحلول لذلك:
1- ضرورة تنمية الشعور بالانتماء للوطن فهو من المقومات الاساسية لشخصية الشاب العراقي وفقدان هذا الانتماء يعني الدفع للعيش بالاغتراب وتصبح هنا الطاقة مفقودة يمكن استخدامها سلبياً في العنف والارهاب.
2- تنمية روح التسامح ورفض التعصب واحترام اراء الغير وكيفية التعامل مع الاختلاف مع الاخر وتعزيز البناء القيمي والاخلاقي للفرد فأن البناء الاخلاقي والقيمي للفرد هو من الغايات المهمة التي لا بد الى المجتمع العراقي ان يسعى لتحقيقها واحيائها في كل حين واخر.
3- تأهيل الانسان القادر على التعامل مع المتغيرات العولمية دون الانغلاق على الذات ورفض الاخر، من خلال اعادة النظر في العادات والافكار والمهارات الاجتماعية التي توارثها الاجيال بحيث تسير جنباً الى جنب مع الاوضاع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الحديثة.
4- العمل على تقديم قراءة جديدة للتراث الثقافي والحضاري للبلد تتماشى مع متغيرات العصر من اجل ترسيخ مشاعر الاعتزاز بالتراث العربي الاسلامي، وتوفير البنى الاساسية اللغوية التي تؤهل اللغة العربية للتفاعل مع لغات العالم الآخر.
5- رفض العزلة والهيمنة والابتعاد عن الانتماء لمجموعات معينة بعيداً عن مصالح المجتمع والالتزام بالمصلحة الشخصية ومحاولة وضع وجودنا الثقافي في المعترك الحياتي من خلال تطويع الثقافة الجديدة مع ثقافتنا حتى تصبح عبارة عن مزيجا من الإصالة والمعاصرة دون نفي او الابتعاد عن تاريخنا الاصيل وهنا يمكننا المحافظة على هويتنا ومواكبة الآخر.
6- التأكيد على ان الدين هو علاقة روحية بين الانسان وخالقه تكون مبادئه اخلاقية ودينية وسامية قائمة على العدالة والحكم الالهي الرباني الذي لا يعلوا حكم عليه ورفض الغلو والاستعلاء والتطرف والعنف والذي يجب احترامها من قبل الاخرين لضمان تفاعل حقيقي بين الوطن الواحد والاديان والمجتمع الواحد.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha