المقالات

إنعاش النظام السياسي

1264 2022-08-16

سعود الساعدي ||

 

جسد النظام السياسي - أي نظام سياسي - هو كجسد الإنسان كلاهما عندما تهجم عليه الأمراض وتنكشف أعراضها ويُترك دون تشخيص وعلاج تتفاقم مضاعفاتها ويعاني من العلل و "انسداد" الشرايين وصولا لتعطل بعض وظالف الجسم بما ينهي حياته.

ما يعاني منه النظام السياسي العراقي بعد ٢٠٠٣ ليس مرضا عاديا بل هو عاهة "ولادية وراثية" في التأسيس وتراكم اخطاء بحاجة إلى قرار شجاع لإجراء تداخل جراحي استراتيجي بأداة وطنية أصيلة وفق الإمكانات المتوافرة على طريق الشفاء الطويل.

هذا الجسد رغم تفاقم العلل ما زال واقفا على ركيزة أساسية لا بديل عنها وهي الدستور ومساراته القانونية ورغم بعض مكامن الخلل فيها لا يمكننا الاستغناء عنها لأن تجاوزها معناه سقوط الجسد الذي لن يجد ما يتكئ عليه ويرتكز إليه في مساعيه للعلاج.

الخطوة الأولى في العلاج هو الإنتقال من عقلية إدارة الأزمة إلى عقلية حل الأزمة وتجنب خطابات التعبئة والفرز الحاد في مجتمع تربى على ثقافة الاحتراب وثنائية الأسود والأبيض ومُعبأ بالضغائن ومسلح ومنقسم تعبث به أجهزة المخابرات الدولية وتتواجد على أرضه أكبر سفارة أميركية في العالم مساحة وعددا.

من المؤسف اننا رغم كل ما مضى من تقصير وعجز وانحراف نطالب بالحفاظ على أبسط الحقوق مثل الأمن والنظام بدلا من التصحيح والبناء والتنمية ما يعكس عمق المأزق الذي نعيشه.

انعاش النظام خير من حفر قبره والتنفس الاصطناعي لن ينفع جثة هامدة ولات حين مندم.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك