ابتهال الموسوي ||
دخلت الحاجة كوثر إلى قاعة الانتظار في عيادة الطبيب نظرت يميناً ويساراً لم تجد مكان لتجلس فيه كانت القاعة مليئة بالمراجعين الذين ينتظرون دورهم، فتوجهت لركن من أركان القاعة ووقفت فيه لكن بعد ثوان قليلة نهضت فتاة صغيرة في السن وتوجهت نحوها وطلبت منها ان تجلس في محلها والحت عليها ، وبعد أن شكرت الفتاة بكلمات لطيفة جلست مكانها وحين استقرت في جلستها اخرجت من حقيبتها دفتر بحجم الكف وقلم وكتبت كلمات في الدفتر واعادته في الحقيبة وبعد لحظات تقدمت نحوها عاملة البوفيه في تلك العيادة وقدمت لها قنينة ماء ورحبت بها كما تفعل مع بقية المراجعين وحين ذهبت العاملة أخرجت الحاجة كوثر نفس الدفتر وكتبت بضع كلمات واعادته لحقيبتها
لكنها لم تنتبه لإغلاق الحقيبة جيدا هذه المره. وبعد مرور نصف ساعة حان دورها وما ان نهضت سقط الدفتر من الحقيبة دون أن تنتبه له ودخلت لغرفة الطبيب.
لكن الفتاة الصغيرة انتبهت ان هناك شي سقط من حقيبة الحاجة فتوجهت وأخرجته من تحت الكرسي كان مكتوب على غلاف الدفتر (كشكول الامتنان) ومزين بملصقات ورد جميلة انتظرت الفتاة الصغيرة الحاجة كوثر حتى خرجت من غرفة الطبيب وتقدمت منها وهي تحمل الدفتر واخبرتها انها وجدته حيث كانت تجلس فشكرتها الحاجة بكل كلمات الشكر والمحبة على معروفها الثاني، وقبل ان تضعه في الحقيبة أخرجت قلم وكتب شيئا في الدفتر مما جعل الفضول يتملك الفتاة الصغيرة.
وقالت لها قبل أن تذهب: سيدتي هل استطيع ان أسألك شي؟
فتبسمت الحاجة كوثر وقالت تفضلي عزيزتي!
قالت الفتاة : هل استطيع ان اعرف مامعنى كلمة ( كشكول الامتنان) ؟!
فازدادت ابتسامة الحاجة كوثر إشراقا وقالت : بالطبع ياعزيزتي هذا دفتر خاص بي تعهدت فيه على نفسي ان اكتب كل معروف يقوم به لي اي انسان مهما كان بسيطا واشكر الله عليه وبذلك اتعلم ملكة الشكر والامتنان وتقدير كل نعم الله وتسخيره لخلقه لأجل مساعدتي من أعظم الأمور لابسطها، (كشكول الامتنان) علمني الكثير وجعلني أرى كل جميل يرزقني اياه الله على مدار حياتي وعلمني ثقافة الامتنان والشكر فبالشكر تزداد النعم يقول تعالى (ولئن شكرتم لازيدنكم) هل وضح لك معنى العنوان عزيزتي؟
كانت عيني الفتاة تزداد اتساعا وتعجبا وسعادة بما تسمعه وبحركة لا إرادية أمسكت كف الحاجة واخذت تقول لها شكرا لك سيدتي لقد أعجبتني الفكرة سأصنع لنفسي كشكول مثله شكرا لكِ بحجم السماء...