السميرة الموسوي ||
دعوة الى تشكيل هيئة عالمية للدفاع عن الاسلام والقيم الانسانية في الحرب الناعمة الطاغوتية.
شعوب العالم التي أفقرها الطاغوت وهيمن عليها وسرق وما زال يسرق خيراتها أمام أعينها إنما هزمها الطاغوت بالحرب الناعمة اولا والتي تتصف بسهولة إدامة الزخم لتخريب العقول وتشويه المباديء والقيم الانسانية والاستهانة بإنسانية الانسان وتعويده على الطاعة الذليلة وعبادة المال وقبول المهانة تحت مفهوم التعايش السلمي ، ومحاربة الاحرار بشعارات السلم المجتمعي او السلام الوطني والاقليمي والعالمي ،وجعلوا من التفرقة والتناحر على إنه ديمقراطية وإحترام الرأي الآخر ،وإن الفرد والجماعة والطوائف والعشائر والقوميات والمناطق أحرار بلا ضوابط تحت مفهوم إرادة التحرر ؟
هذا هو الذي تحدثه الحرب الناعمة حاليا ، الحرب الناعمة التي تتحقق بها الاهداف بلا طلقة واحدة ؟ فهي معلومات وصور وأقوال وافلام ومسلسلات وتصريحات وإعلانات وغيرها تهدف الى تزييف وتحريف الحقائق دون أن تثير إنتباه السامع او المشاهد ، سيل من الزيف موجه نحو العقول للتشكيك بالدين والتقاليد والاعراف والخصوصيات الشعبية الوطنية والمفاهيم الحقيقية للحرية والحق والعدالة والكرامة الانسانية .
هذه هي الحرب الناعمة التي نشربها مع الماء يوميا في مواقع التواصل الاجتماعي وفي معظم الفضائيات وكذلك في الكثير من التصريحات والتغريدات المكررة والمتناقضة والضبابية المفبركة او المسربة ، فالحرب الناعمة تهدف الى التشكيك والتزييف والمغالطة والتحريف بطرق مدروسة مغلفة( بالعواطف الجياشة) والحياة كما خلقنا الله بنبذ القيود والحدود ... وهذه تدبّ الينا بسلاسة من خلال تمثيليات ومسلسلات وافلام ممتعة ومقاطع مضحكة ،وافلام بلاجات البحار، فضلا عن عرض المصانع العملاقة وجماليات إنتاجها ( علما ان موادها الاولية مسروقة من الدول المستعمرة ) ،وعرض هذه الامور لا ياتي مجانا من اجل المعرفة وإنما من أجل الابهار وزرع الياس في العقول والقلوب لكي لا تفكر من أجل النهضة والتقدم ، وهذه جوانب معروفة من أسلحة حرب الطواغيت الناعمة ضدنا ،لان هذه الحرب لا تدع مجالا إلا وأستخدمته سلاحا لها وفي مناحي الياة كافة .
فمن هم ضحايا الحرب الناعمة ؟ . أنهم أولئك الذين يقبلون كل ما يعرض لهم دون تمحيص ولا يسألون لماذا يعرضون لنا كل هذه المتع دون مقابل ؟ فإذا نظرنا الى واقعنا العراقي سنتأكد ان عدد الضحايا يفوقون عدد ما تعرضه لنا شاشات التلفزيون ، وكيف يتخبط الشباب بين الافكار ثم يتناحر ويتحفز للاشتباك ؟
هذه هي الحرب الناعمة الطاغوتية ولا يتسع لنا المجال لايراد تطبيقاتها الاجرامية في مختلف دول العالم ، ويمكنكم الاستزادة من خلال قراءة كتابنا الصادر في أيار ٢٠٢٢ والموزع مجانا والموسوم ( جهاد التبيين والحرب الناعمة في سيرة الائمة الاطهار عليهم السلام / سميرة الموسوي ) والكتاب يمكن تحميله bdf من صفحتنا على الفيسبوك ( المجتمع والاخلاق سميرة الموسوي ) .
ومن أهم دلائل الولاء لأمر آل البيت عليهم السلام هو البحث عن الحق والحقيقة لان هذا هو مرادهم ، ولأن الحسين عليه السلام أستشهد لطلب الاصلاح ،والاصلاح هو إعادة الحق الى نصابه ،والاصلاح إعادة الشيء الى ما ينبغي ان يكون عليه وفق مباديء الدين الاسلامي .
والامام الشهيد عليه السلام دخل الحرب بالسيف لان العدو وضعه في اللاخيار غيرها ، او لان الواقعة برمتها كانت إرادة ربانية لتأكيدها نبراسا ،ومنارا ، وفنارا ،وسفينة نجاة للاحرار ، أما صلب الحرب الحسينية ولبها فهي الحرب الناعمة التي بدأ بها الحسين عليه السلام بفضح تحريف وتزييف الحكام الظالمين لمباديء الدين الاسلامي من خلال جهاد التبيين الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى به للدفاع عن الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية ، هذه هي ثورة الحسين عليه السلام : إظهار الحق بجهاد التبيين إلا إذا صار الموقف كما حدث يوم الطف ، وهذه هي الحرب المطلوبة الان مع تغيير قواعد إشتباك الحرب الناعمة بما يتناسب وهذه الظروف في العراق والعالم الاسلامي .
إن حرب الامام الحسين عليه السلام الناعمة هي الانقى والاطهر والاعمق للدفاع عن الاسلام والقيم الانسانية وإن خروج الملايين لتجديد عهدهم لسيد الشهداء في العاشر من محرم ،وفي خروجهم في إحياء الاربعينية إنما هو أحد أهم أساليب الحرب الناعمة ، ولكن لن تكون الزيارتين مكتملتي الاركان إن لم تكونا حسينية الجهاد التبييني ، أي متفهمة وممارسة لجهاد التبيين ، فهذا الجهاد فريضة إلهية لها أجر المجاهدين ،لان المجاهد التبييني يفضح التزييف والتحريف والكذب والدس وتخريب العقول والتجريح والتشكيك وغمر القلوب بالضغائن .
الحسين عليه السلام يتسامى أمامكم خارجا معكم قائدا نحو الطريق الى الله ، فما دمتم بقيادة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه .
إننا هنا ندعو الى تأسيس هيئة عالمية لإيقاف وردع الحرب الناعمة الطاغوتية ضد الاسلام والقيم الانسانية ) . ومن الضروري القول ان التجربة الايرانية يمكن ان تكون الاساس لتأسيس الهيئة ،وذلك للشوط المحمود الذي قطعته في جهاد التبيين وفضح مخططات الاعداء في الحرب الناعمة ، وإن الإهتمام الاستثنائي للسيد المرشد في الجمهورية الاسلامية دليل على تصاعد خطورة الحرب الناعمة الطاغوتية كما هو دليل على جدية مجابهة هذه الحرب .
...هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون...
https://telegram.me/buratha