المقالات

امان الشمر للعباس، وأمان إسرائيل للأمة..!

1808 2022-08-09

د. علي الطويل ||   ذكرت روايات أصحاب المقاتل ان عبيد الله من ابن زياد أمانا للعباس وعبد الله وجعفر وعثمان بني أم البنين قبل يوم عاشوراء ، حيث عرض غلام عبد الله الأمان عليهم، فقالوا: أمان الله خير لنا من أمان ابن مرجانة. و تكرر المشهد في يوم عاشوراء كذلك،إذ  أقبل شمر بن ذي الجوشن حتى وقف على معسكر الحسين (عليه السلام) فنادى بأعلى صوته: أين بنو أختنا عبد الله وجعفر والعباس وعثمان! بنو علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟ فقال الحسين (عليه السلام) لإخوته: أجيبوه وإن كان فاسقا فإنه من أخوالكم. فنادوه فقالوا: ما شأنك وما تريد؟ فقال: يا بني أختي! أنتم آمنون فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين (عليه السلام)، وألزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية! فقال له العباس بن علي: تبا لك يا شمر! ولعنك الله ولعن ما جئت به من أمانك هذا، يا عدو الله! أتأمرنا أن ندخل في طاعة العناء ونترك نصرة أخينا الحسين (عليه السلام)!؟ قال: فرجع الشمر إلى معسكره مغتاظا.    في هذا الموقف العظيم تجلت  عظمة بصيرة ابي الفضل وشجاعته ووقوفه على المبدأ بابهى صورها، فهذه الوقفة هي وقفة الفارس الشجاع، الثابت الايمان والعارف بطبيعة عدوه، ، لقد سجل التاريخ هذا الموقف باحرف من نور، أصبح العباس صاحب البصيرة والإيمان، نبراسا لكل مجاهد في ساحات القتال حيث  يثبت، عندما  يبدل  العدو الجبان، الذي يخشى المواجهة، القتال بالخديعة والمكر،   وظل هذا الموقف يتكرر في كثير من حوادث التاريخ عندما تدور دائرة الصراع رحاها بين الحق والباطل، فكم شخصية عظيمة لم تاخذ العبرة من موقف العباس عليه السلام فتخلت عن مبدأيتها بسبب انسياقها وراء الأمان الماكر  الذي يمنحه الأعداء خبثا وخديعة، واليوم يتكرر المشهد بوضوح تام ، فقد شخص الإمام الخامنئي، ان الشمر تجلى اليوم برئيس الوزراء الاسرائيلي، حيث راح هذا العدو يوزع صكوك الأمان الى حكام الأمة، مقابل تخليهم عن قضيتهم، بثمن  ذلك الأمان الزائف، وما ميلهم للأمان، الا تزلزل ايمانهم وفقدانهم للبصيرة، فراحوا يطبعون الواحد بعد الآخر، ويتمسحون باقدام اعدائهم لعلهم ينجون ويسلمون،  فاين نجد  العباس في هذا الزمن؟  يتجلى موقف العباس اليوم في الممانعين الرافضين للتطبيع والمهادنة مع الصهاينة، والثابتين على مبادئهم، الذين لايعطون بأيديهم إعطاء الذليل ولايقرون إقرار العبيد، ولم تضعف ثباتهم  هرولة الناس لأمريكا وإسرائيل لطلب الأمان، بل زادتهم إيمانا وثباتا على الحق، 9/8/2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك