المحامي عبد الحسين الظالمي ||
النظام السياسي بالعراق نظام برلماني يعتمد الانتخابات كوسيله لتبادل السلطة بشكل ديمقراطي سلمي ، تجري فيه الانتخابات كل اربع سنوات وعلى ضوء النتائج تشكل الحكومة ،
وبالتالي تعد الانتخابات وسيلة التنافس بين الاحزاب والنخب لتقديم الافضل حتى تنال ثقة الجمهور من خلال الحكومة التي تشكل من الاطراف الفائزة بالانتخابات ، وعلى هذا تكون الغاية من الانتخابات تشكيل حكومة تنهض بواجباتها اتجاه الشعب الذي انتخب من اجل هذه الغاية ، اما ان تصبح الانتخابات هي نفسها مشكلة تخلق مشكلة رغم كل ما ينفق عليها من جهد بشري ومادي وهدر بالوقت وربما تودي الى ايقاف بعض النشاطات لحين الحصول على وليدها وهو الحكومة .
للاسف في العراق اصبحت الانتخابات مشكلة تجر مشاكل وهدف ينشده البعض بدوافع شتى منها الخروج من الانسداد بل الانغلاق السياسي الذي اوجدته نفس المشكله ( الانتخابات).
بالتالي تهدر الاموال والجهود والوقت من جل الهروب من مشكلة الى اخرى اعقد منها .
يمكن ان يلجىء البعض الى طلب الدعوه الى انتخابات مبكره عندما تفشل مساعي معينه لحل مشكله معينه او للخروج من انسداد سياسي
بعد معالجة اسباب الانسداد من خلال الانتخابات اما ان تتكرر الدعوة للانتخابات المبكرة اكثر من مره دون معالجة اسباب الفشل و مصالح الدولة والشعب معطلة منذ اكثر من سنه تقريبا و مع عدم ضمان انها سوف تكون الحل لهذا الانغلاق بل بالعكس ربما تكون الاسوء من التي سبقتها .
من يريد الدعوه للانتخابات مبكرة اخرى لتضيع معها سنة اخرى ويهدر معها مايزيد على نصف تريلون دينار اخر دون ان يزيل كل الاشكالات والمعوقات والاسباب التي رافقت الانتخابات المبكرة السابقة والتي لم نحصد منها سوى المشاكل
والتعطيل والتي وصلت الى حد الاقتتال لو لا رحمة الله تعالى انما يدعو عبثا .
اذا من يريد ان يعيد الانتخابات ولا يجعل منها سوى نافذة تنفيس بل يريد منها طريق حل عليه
ان يجلس ويبحث مع الشركاء كل سبل انجاحها اولا وتحقيق الغاية منها ثانيا ( تشكيل حكومة )
وليس حلبة صراع لبيان من هو اقوى ومن هو صاحب الجمهور ومن ومن !.
الشعب يريد انتخابات تحقق الغاية التي اجريت من اجلها خصوصا ونحن لازلنا نكتوي بنار الانتخابات المبكرة الحالية والتي مضت عليها اكثر من سنه دون ان تحقق الغاية من اجرائها ،
لان تكرار الانتخابات بنفس الوسائل ونفس النظام وبنفس الادوات مجرد مضيعة للوقت وهدر للجهود والاموال .
للاسف الشديد لاحظنا في الفترة الماضية هيمنة الاعلام المغرض الذي خلق عقل جمعي يتاثر به الاغلب الاعم ويردد نفس المطالب التي يراد منها ليس حلا لمشكلة بل خلق لمشكلة اخرى منها
المطالبة بالنظام الرئاسي دون ان يعلم هل فعلا ان النظام الرئاسي يصلح لعبور المرحلة على تركيبة العراق قوميا وسياسيا وطائفيا وكيف يمرر؟
وكذلك المحاصصة التي قرع رؤسنا بها البعض ولاحد يعلم اي حد من حدود المحاصصة هو المرفوض ،وكذلك حكومة التكنوقراط ،والدعوه لالغاء الاحزاب في نظام ديمقراطي والا اعرف ماهو البديل ! وفكرة المستقلين في النظام الديمقراطي كيف يمكن ان يعملون؟ علما ان الاستقلال في العمل البرلماني مضيعه للوقت بل تجميد جهود لان النظام يعتمد الصوت في تمرير القوانين والقرارات وبالتالي من يحصد اكثر الاصوات هو الذي يمرر مايريد اما ان تكون مستقل فهذا يعني انك يوميا في مركب او الجلوس على التل .
والخلاصة نقول ان من يدعو الى انتخابات مبكرة اخرى عليه ان يحسب ان اضاعة سنة اخرى بدون تحقيق الغايه هو دمار وفشل وفساد .وخلاصة الخلاصة نقول لجميع السياسين في العراق
ان مشكلتكم ليس النظام السياسي بل فقدان الثقه فيما بينكم اذ لا يثق احدكم بالاخر ولا يحب له النجاح ويحاول اسقاطه بشتى السبل وبالتالي فقد الشعب ثقته بكم فلم يعد يتفاعل مع ما تطرحون من حلول مبكرة كانت او متاخرة .وحتى لا نظلم البعض نقول كل من لايسعى بشكل جدي لايجاد حل وليس لخلق مشكلة .
https://telegram.me/buratha