عباس الموسوي ||
لماذا الإمام الحسين اتخذ الكوفة انطلاقا لثورته
وهل الشيعة هم حقا قتلوه
..... .... ..............
كنا نعتقد أن الإمام الحسين اتخذ الكوفة فقط انطلاقا لثورته وهذا غير صحيح، بل إنه اتخذ معظم العراق لنهضته وخاصة الكوفة والبصرة، وان أسباب اتخاذه الكوفة بوابة الخلود هي اولا ان اهل الكوفة كتبوا له أن أقدم يابنت رسول الله، فإن الثمار قد اينعت فارسل لهم رسل ثلاثه جميعهم قتلوا، ومنهم مسلم بن عقيل عليه السلام وكذلك أن الحسين عليه السلام كتب إلى أهل البصره وخص بمراسلاته إشراف أهل البصره، منهم الاشعث بن قيس قائلا لهم إن السنة قد ماتت والبدعه اينعت فبما انه كتب للبصره والكوفه فان ذلك ان الشيعة فيهما لهم ثقل كبير. ومن أسباب اتخاذ الحسين انطلاقا لثورته، انهم كتبوا للحسين بكتب وهذه الكتب أصبحت حجه على الحسين، وان التاريخ يحاسبه أن امتنع عن الاستجابه لهم، ثانيا أن أهل الكوفة كانوا مركز التشيع، وان ولاة الكوفة كانوا من الموالين للتشريع منذ انطلاق الدولة الاسلاميه، كسلمان المحمدي وحبيب ابن مظاهر فالكوفه مهد التشيع، إضافة إلى أن الكوفة لها حضارة عميقه تضرب عمقها في التاريخ، وان الأنبياء مروا بها وكانت أرض الكوفة مراقد للأنبياء كادم ونوح عليهما السلام ضجعي أمير المؤمنين علي عليه السلام، والأمر الثالث أن الكوفة فيها من التنوع البشري من خلال تنوع عشائرهاايضا .وعندما اتخذها الإمام علي عليه السلام عاصمته، بدأت الأقلام تجرح بالكوفه، فلا بد أن نميز بين الكوفة من حيث اصلا ء أهل الكوفة وبين دخلاد أهل الكوفة، وان أهل الكوفة الاصلاء يمتازون بالوعي السياسي لما يمتلكون من وعي كبير من خلال تاريخها الكبير، وهو بارعون بكل صنعه وحرفه.
أن الوعي السياسي والفكري هي من الشهرة للكوفين، وهذا سبب كبير في اتخاذ أمير المؤمنين عاصمة له، وهناك ناحية كبيره للكوفه وهي الناحية الجغرافي لها جعلتها مركز لمرور الرحل وأهل التجارة والاقتصاد، لذلك كانت مهد للتسوق والبيع والشراء إضافة لمرور الأنبياء بها، وخاصة نبي الله إبراهيم وكذلك أن الكوفة بلد زراعي وكانت لها خراج كبير حتى أنها أكبر من خراج اليمن، وكان الإمام الحسين عندما سأل لماذا الكوفة اتخذتها انطلاقة لثورتك، أجاب أن الكوفة منبع الرجال والمال، ولو أن الحسين قد سيطر على الكوفة فهي بوابة السيطرة على البصرة، وعندما يسيطر الإمام عليهما فإن ذلك سوف يجعل انهيار دولة بني اميه حتميا، وكانت الكوفة تمتلك الحماية العسكريه، وما مسجد الكوفة الا شاهد تاريخي يعزز هذا الرأي، فهو حصن حصين.
ومن خلال تاريخها وتعاقب الولاة عليها واهتمامهم بها جعلها حصنا لهم، إضافة أن الكوفة تمتاز بالتنوع السكاني الذي يجعل من هذا الأمر مهم في النهضة، لاختلاف وتنوع العشائر وكذلك كانت الكوفة فيها خلص الشيعه الذين هم ملاذا وقوة للحسين عليه السلام، لأنهم كانوا موالين لأهل البيت والدليل على ذلك أن بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام كانت الكوفة مصدر للثورات، ومنها ثورة التوابين وثورة زيد بن علي عليه السلام وغيرها، وان الدولة الأموية سقطت بشعار يالثارات الحسين، وهناك أمر آخر أن المدينه التي كانت تحمل بذرات النهوض في كل تاريخ الثورات، وامتد ذلك إلى التاريخ الحديث وما ثورة العشرين والفتوي الجهاديه للمرجع الأعلى ضد داعش الا دليل حي ان للكوفة منزلة كبيرة في التاريخ، إضافة إلى أن الحسين عليه السلام أراد من الكوفة منطلقا لكل الأحرار في العالم، وكان يدرك أن أهل العراق نبع لثورته وانطلاق مشع لكل العالم، والمورخون يذكرون إذا أردت أن تنهض أهل الكوفة فما عليك إلا المنادات بالشعار يالثارات الحسين، وكان الحسين عليه السلام كان يقول والله لو خيروني بين ترقد بين شواطي الفرات أو الكعبه لاخترت شواطئ الفرات، لذلك أن العالم أدرك مؤخرا صحة اتخاذ الحسين الكوفة انطلاقا لثورته، وكيف نرى الان ان اهل الكوفة وأهل العراق نموذج حيا للولاء العلوي الحسيني، وخاصة في مناسبة الأربعين التي أصبحت نموذجا لبقاء ثورة الحسين عليه السلام وهي مصداق للقول كل أرض كربلاء وكل يومَ عاشوراء.
أن الكثير من الأقلام أو أن الأغلب يعتقد في مخيلته أن العراقيين هم الذين قتلوا الإمام الحسين عليه السلام،حتى أن هذه الفكرة ترسخت في مخيلتنا، وتجذرت في ذوات الكثير منا وفي هذا بدأت حمله على أن العراقيين هم قتلوا الحسين عليه السلام ،ويستندون أن أهل الكوفة كلهم شيعه والتاريخ يبين لنا أن الذي قاتل الحسين هم ليسوا من شيعة الكوفة ومناصريهم، بل التاريخ يثبت أن الذي قاتل الحسين بكربلاء هم من الشام والبصره واليمن ،وان جميع القيادات التي قاتلت مع عمر بن سعد هم من هذه الولايات ،بل إن قيادات جيش ابن سعد كلهم منها وليس بهم اي قائد من شيعة الكوفة.
أن مخاطبة الإمام الحسين لجيش عمر سعد بياشيعة ال بني سفيان ان لم يكن لكم دين ولا تخافون المعاد فكونوا أحرار في دنياكم وبذلك فإن هذا القول يثبت أن جيش يزيد هم شيعته وشيعة معاوية وليس من شيعة الكوفة، ان الذي يجعل يوم عاشوراء يوم فرح وينقلون عن حديث أن من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه هم ليس من الشيعه، بل الذي فرح بمقتله ليس من أهل الكوفة بل ينقل لنا التاريخ ان اهل الكوفة كانوا في عزاء كبير عندما مرت بهم السبايا ومعها رؤوس الحسين وأصحابه وأهل بيته بل كان يوم فاجعة كبيره، وهم يستمعون إلى خطبة مولاتنا زينب عليها السلام وهي تقرعهم بألم وحسرة حتى خاطبهم أن اسكتوا فاسكتوا حتى كان على روسهم الطير بعد أن تقاسعوا عن نصرة الإمام الحسين في كربلاء، ان من قتل الحسين اولا صاحب السقيفه وما ادراك ماالسقيفة، يكفي نقول انها انقلاب على الاعقاب، والثاني الذين قتل الحسين معاوية بن أبي سفيان الذي مهد لامارة يزيد وأخذها له في حياته من كبار القوم، والثالث الذي اشترك بقتل الحسين عليه السلام هو يزيد حيث كتب كتاب إلى عامله في المدينه خذ البيعه من الحسين وعبدالله بن الزبير وان امتنعا فاقتلهما، وكتب إلى عامله عبدالله بن زياد يشير إليه أن لم تأخذ البيعه من الحسين فإن أبي فاقتله، وكتب كتاب آخر إلى ابن زياد أن قتلت الحسين فاوطا صدره بالخيول، وكان ابن زياد يقول خيريني يزيد بين قتل الحسين وقتلي فاخترت قتل الحسين، أضافة الى ان ليس لدينا نص واحد في كل كتب التاريخ ان شيعة الكوفة قتلت الحسين.
وان سكان الكوفة على روايات أن عددهم 100 الف أو أكثر 150 الف وولاية الكوفة تشمل الأنبار وبغداد والكوفه وما جاورها، أن التخطيط السكاني للكوفه في عام 7 هجرية7 آلاف نسمه، اي ان سكانها في 60 هجريه على أرجح تقدير لا يزيد على 20 الف، وان اليهود كانوا من النفوذ والكثرة في الكوفة وان لهم ثقل اقتصادي كبير، حيث ساندوا ابن زياد بالمال، وان عدد الخوارج كثيرون وكذلك أنصار بني اميه وعلى رواية أن عدد الشيعه لا يزيد عن 10 الف شيعه وأكثر احتمال هو 15 شخص من الشيعه وعندما قتل يزيد فإن كبار أهل الكوفة أرادوا انتخاب ابن سعد، أي أن الشيعة قليلون في الكوفة، وان بعض الكتاب يذهبون إلى أن التشيع انتشر بعد مقتل الحسين، وهذا يناقض أن الشيعه كثيرون قبل مقتل الحسين عليه السلام، حيث أن معاويه حارب شيعة علي في الكوفه ومنع عنهم العطاء وحاربهم في رزقهم وجعلهم يهاجرون إلى المنافي البعيده طلبا للرزق والأمان، وناتي هل أن الذي قاتل الحسين من الجيش من الكوفة؟ ونقول ينقل الكليني عن الإمام الصادق عليه السلامة في يوم تاسعوا احاطوا بالحسين وجاء جيش الشام وقاتلوا الحسين وان القادة من غير أهل الكوفة، فالحصين من اليمن وان الذي تكلموا مع الجيش الحسين أغلبهم من الشام، وهناك روايات أن الجيش الأموي من أهل اليمن يزيد على 4الاف من اليمن وكذلك كان بالجيش من الخوارج وان عمر ابن سعد من الحجاز، والحصين من اليمن والأشعث بن قيس من أهل البصره وليس هناك أي قائد من أهل الكوفة، وعندما نرجع إلى التاريخ نجد أن من شيعة الكوفة الخلص كانوا بين سجين او مبعد أما المتخاذلون كتبوا للحسين لغايه كانوا يضمروها، فاذا انتصر الحسين تشفع كتبهم وان خسر الحسين فإنهم يقولون كنا نريد كشف غايته، وان جرأة الكثير من جيش يزيد وهم يواجهون الحسين بالحقد والكراهية والخسة وان تمثيلهم بجثث الحسين وأهل بيته وهذا دليل على أن جيش يزيد أكثره من الكارهين والحاقدين على الحسين وليسوا شيعة، وبذلك يتبين لنا بالأدلة العقليه والنقليه أن الشيعة أهل الكوفة برأيون من دم الحسين عليه السلام.