د.حسين القاصد ||
نسق ثقافي اجتماعي انتشر مؤخرا ، وهو انك حين تكون مسافرا من محافظة الى اخرى يطلب منك السائق ومن جميع الركاب قراءة الفاتحة لأم البنين ، وأم البنين هذه هي ام العباس بن علي بن ابي طالب ، والعباس وصل حد الاسطورة عند العراقيين ، بل صار القسم باسمه من أشد انواع القسم وأغلظها ، وللعباس حكايات عراقية اكثر من كونها دينية وهذا هو الأهم ، فالعراقيون يتعاملون معه من باب موقف الأخ لأخيه ، وبهذا يكون حتى غير الملتزم دينيا متعاطفا مع حكاية العباس ؛ أما ام البنين فهي ام العباس واخوته ، ويقال : إنها ام اربعة من ابناء على العالمين؛ كل اسمائهم تبدأ بحرف العين ، عباس وعمر وعبد الله وعثمان ، ولعل شيئا في نفس الشيعة نتيجة الصراع المتراكم جعل الشيعة يختزلون اسمها بأم البنين ، وحكاية ام البنين لها علاقة نسقية بطلب سائق السيارة قراءة الفاتحة على روحها ، ذلك لأن هذه المرأة وقفت تنتظر ابنها ـ كما يروى ـ وبقيت تنتظر وكلما اخبروها عن استشهاد ابن لها سألتهم عن الآخر ، الى ان وصلها خبر استشهاد الحسين العظيم فانمطر دمعها ، اما تفاؤل المسافرين العراقيين بهذه الحادثة ، فهو يوحي بأن لكل مسافر أماً تنتظره ، أعان الله امهات البنين من شهداء سبايكر .
https://telegram.me/buratha