رسول حسن نجم ||
ليست هناك حرمة اكبر عند الله من قطرة دم تُسفك، الا بإرادة ومشيئة الهية.
اولا : ماكان النبي صلى الله عليه وآله ليخوض قتالا الا بأمر من الله سبحانه وتعالى ، كأن يكون هذا الامر بإذن ونص قرآني صريح كقوله تعالى ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) الحج٣٩.
ثانيا :حروب الامام علي عليه السلام ، هي أيضا بأمر الله سبحانه ، قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ..) التوبة٧٣ ، نعم، النبي قاتل الكفار، لكن لم يذكر لنا التاريخ بأنه قاتل المنافقين(المنافقون هم يظهرون الاسلام كمعاوية وطلحة والزبير واصحاب الجمل) فقتالهم أوكله النبي بأمر الله سبحانه الى الإمام علي ، فقد ورد عن امير المؤمنين عليه السلام قوله ( أُمرت بقتال ثلاثة : القاسطين والناكثين والمارقين ، فأمّا القاسطون فأهل الشام ، وأمّا الناكثون هم أصحاب الجمل ، وأمّا المارقون فأهل النهروان) المناقب للخوارزمي١٩٤
ثالثا : الامام الحسن عليه السلام أيضا قاتل القاسطين (معاوية وجيشه) وهو إمام معصوم لايمكن أن يخرج عن الأوامر الإلهية، قال تعالى (.. بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) الأنبياء ٢٦-٢٧.
رابعا : الإمام الحسين عليه السلام عندما تكلم معه عبد الله بن العباس يحثه على ترك النساء والعيال في المدينة، فقال له عليه السلام (..شاء الله أن يراني قتيلا ويراهن سبايا)، إذن هي مشيئة الهية وحاشاه سلام الله عليه أن يخرج من تلقاء نفسه الشريفة.
خامسا : توالت الثورات بعد إستشهاد أبي الأحرار، حتى ثار زيد بن علي عليهما السلام، فتكلم عنه السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره في إحدى خطب الجمعة فقال : لابد وإنه خرج بإذن خاص من الإمام الصادق عليه السلام.
سادسا : عندما وصلت الهجمة الد١١عشية الى حد لايطاق بتهديداتهم للمقدسات الإسلامية فما كان من المرجع الأعلى دام ظله الوارف الا أن أذن للمؤمنين بقتالهم بالفتوى المباركة.
خلاصة القول إن القتال مشروط بإذن الله سبحانه أو المعصوم عليه السلام أو من ينوب عنه من المجتهدين (أعلى الله مقامهم) حصراً، وليس بإنفعالات نفسية أو عاطفية، شخصية كانت أو فئوية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).