المقالات

في السيرك..!


لمى يعرب محمد ||   قرر مخرج المسرحية أن ينتقل بمشاهد مسرحيته من مدينة إلى أخرى، كلف بهلوان الاستعراض أن يدير المشهد صوريا، وأوهمه انه بطل المسرحية الأوحد، أوعز له بإدارة تفاصيل ما يدور فيها من تدريبات ومشاهد، خلف الكواليس وأمامها، فرح البهلوان بهذه المهمة اللامعة وحرص أن يمتطي حصانا حقيقيا مرصعا بالذهب، وعاهد المخرج على النجاح. حاول البهلوان أولا أن يتقن اللعبة أكثر فأكثر، وأخذ يعزف ألحان الافتتاحية والتغريد للممثلين والصبية والجمهور، والمزاج المتقلب كان من أساسيات نوتات المعزوفة، يرسل صداها بين الفينة والأخرى ليجذب الصبية الصغار يشوقهم ليوم الاستعراض، ولكون مهنته تتحتم عليه أن يكون خبيرا بالحركات الصعبة معتمدا على تقنيات عدة، أجاد الحركات البهلوانية بصورة مثيرة جدا، أدهشت من حوله وألزمت عقولهم ،هذا البهلوان كان يمتاز بالأنانية وعدم الوفاء والاحترام،  ولا نعرف إن كانت هذه سجية فطرية أو مكتسبة عبر مهرجين كبار، ومن المحزن إن تهريجه أناط بالكثير من الجمهور وطبل له الغلمان والصبيان، حتى كاد صوت طبلهم يصيب الصمم لكل سامعيه، لاعب ماهر يعرف كيف يركب السفينة، وحين يشعر بالغرق يقفز ملتفا إلى مركب التهريج والشعوذة الكلامية التي يجيد حياكتها. أ أنتم مستعدون للعرض المسرحي؟ واحد... اثنان ...ثلاثة أسدل الستار وبدأت الآن أيها الجمهور...  صفقوا التصفيق حالة ايجابية وحماسية، لمعاناة طويلة لا تعكس أبدا حجمها الحقيقي ومداها، فهناك ما بين الحضور لا يعلمون ماذا يحدث وعلى ماذا تدار المسرحية، أنا هنا الآن من منطلق حشر مع الناس عيد!!.. أرهقتُ كفيَّ ولكني مصر على التصفيق فالمعادلة صعبة ولا أجيد غيره وغير التطبيل ، أتى الساحر الذي سوف ينقذني من متاهات العناء والفقر، وحتما سيخرجني من شوارع مدينتي المتعبة إلى الحياة الفارهة، أنا مستمر بالتصفيق وانظر إلى صبية المهرج، الوعي لدينا لاوعي يرشدنا البهلوان كلما صعد منصة المسرح، نتحدث بحديثه وندمن سلوكه، ونراقب تصرفاته دون ملل أو كلل. فهل نحن بحاجة إلى غسيل أدمغة من نوع آخر، نحن ماضون دائما دون هدف ودون حدود، ومستسلمون للتهريج في ابعد ما يكون، ولا سبيل للتوازن فالصبية اليوم قد تعلموا كيف النط على الحبل بخفة، تحت الحان الزمار المجنون..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك