المقالات

العقلانيون .. 

1386 2022-07-28

ا.د. جهاد كاظم العكيلي ||   الجدل القائم حول نهضة الشعوب وتطورها، يعزوه أغلب المفكرين إلى العقل البشري الذي هو المنبع الصحيح في جانب الخير في التفكير والتطور، وكذلك  في حال إسخدامه لتلبية حاجة المجتمع في المجالات المختلفة التي توفر له مستلزمات حياة البشر الكريمة واسعادهم، رغم أن الحقائق تشير إلى أن كل البشر في الأمم المختلفة يمتلكون العقول وينعمون بها في البقاء ولإستمرار حياتهم، لكن على صعيد الواقع هناك إشارات تبين لنا وجود فوارق بإستخدام العقل البشري بين الأقوام والشعوب ..  فقد نجد أمة ترفع قيم الحياة عند أبناءها من دون أمة أخرى إذ تجد أبناؤها يعدون مجرد أرقام لا قيمة لهم، في الجانب الآخر تجد أمة توفر سبل المساواة والعدالة من دون أمة اخرى يسود فيها الظلم وبخس حقوق الناس، في حين تجد أمة فيها الخدمات عامة للإنسان وبالتساوي وينعمون بنعم الله من ماء وكهرباء بينما أمة أخرى يبحث أبناءها أقل ما يمكن عن راحة البال بتوفير تلك الخدمات، وفي هذا الخصوص، الجدل واسع من باب المقارنة دون أن نجد نقظه تلاقي بين أمة وأخرى، طالما أن العقل هو المقياس والفيصل الحاسم في أن يعيش الفرد او الشعوب بخير، وبأمن وسلام او فوضي وفقر وبؤس مدقعين، ومجتمع فيه حدود للإنسانية والمساواة ومجتمع آخر يباح فيه كل شيء حنى الأرض والشجر ..    ومن هنا يمكن القول أن العقل هو المقياس في  التحضر والتمدن، مثلما نهضت شعوب بعد القرون الوسطى وتربعت على كرسي النهضة بفضل العقلانيون من مفكريها وعلى سبيل المثال توماس هوبس وجون لوك وجان جاك رسو الذي أسقط حكم اللويسات في فرنسا بسب فكرة العقلانية للتعايش السلمي وجعل الإرادة العامة السبيل لحرية الإنسان والنهوض بالمجتمع، أما نحن نعيش اليوم في ترديد وتدوين ما وضوعوا أصحاب الفكر والعقل من أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة والعدالة والتي كانت من بذورنا الأولى وأتلفتها عقولنا، ولا زلنا نعيش في صياغة أعذب الألفاظ لها من دون أن نجعل منها كسلوك في عقولنا وحواسنا ..  وعند وضع الحساب الزمني لتقدم الأمم نشير إلى وجود بون شاسع، ونحن بحاجة ربما إلى خمسة قرون قادمة كي نلحق بهم لإنهاء حكم اللويسات التي تشهده بلداننا اليوم من تمخضات في التراجع القيمي والسلوكي والحكم المطلق، وذلك بإهمال العقل وإستخداماته السليمة لخدمة مصالح البشر ومنافعه في الحياة كي يسود التعايش السلمي وتزدهر أمة العرب التي نهضت قبل القرون الوسطى ثم نامت إلى يومنا هذا!..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك