د. علي الطويل ||
أعلنت بعض دول الخليج العربية، وبعض الدول العربية الأخرى كذلك، عن تطلعها لاعادة التطبيع الدبلوماسي مع الجمهورية الإسلامية، فقد أعلنت الإمارات عن فتح السفارة الإماراتية وعودة السفير إلى طهران، وحذت الكويت حذوها فاعلنت عزمها إلى إعادة الدفئ في علاقات البلدين، وسيجري تبادل الزيارات بين مسؤولي هذين البلدين وايران قريبا، من جهتها السعودية تدفع باتجاه جعل محادثاتها مع الفريق الإيراني بشكل علني تمهيدا لفتح السفارات بين البلدين. اما ملك الأردن، والذي عرف بأنه لايخطو خطوة الا بعد استمزاج الموقف الأمريكي ، غير طبيعة خطابه باتجاه ترطيب الأجواء مع الجمهورية الإسلامية، بعد أن كان يدعو قبل اسابيع لاقامة ناتو عربي لمواجهة الجمهورية الاسلامية.
فما عدا مما بدا؟
1.اصبح من الواضح أن قمة جدة التي طبل لها الكثير من العرب والاسرائيلين، لم تأتي بنتائج تمناها البعض، بل انها كشفت عجز أمريكا وإسرائيل عن فرض ارادتهم على قرارات الحكومات العربية كما كان في السابق، الأمر الذي شجع بعض العرب للتملص من القبضة ألامريكية التي تحكمت بقرارات هذه الدول لسنين طويلة.
2.شعور هذه الدول آن عصر الافول الأمريكي الأوربي قد بدأ، وان هذه الدول أصبحت مهددة بالانهيار نتيجة تداعيات الحرب الاوكرانية فهي بالتالي غير قادرة حماية نفسها فكيف تحمي الآخرين.
3.الاقتدار الكبير للجمهورية الإسلامية، والعجز الأمريكي في تنفيذ تهديداته ضدها، وفشل العقوبات الاقتصادية ضدها، والذي خرجت منه أقوى أضعاف ماكانت عليه سابقا، جعل بعض الدول العربية تعتقد أن ميلها إلى ايران كقوة كبيرة في المنطقة ، سوف يجعلها تطمئن على مستقبل وجودها كدولة في ظل المخاضات الكبيرة في العالم.
4.هناك شعور عام وليس لدى الدول العربية الخليجية حسب، ان العالم متجه إلى تشكل اقطاب جديدة، بدل القطب الأمريكي الأوحد، وبالتالي فإن اظافر أمريكا سوف تقلم في كثير من المواقع ومنها منطقة غرب اسيا، وان إسرائيل بدأت تجود بنفسها نتيجة شعورها بغموض مستقبلها ، لذلك قرأ العرب الواقع بشكل جيد فتراجعوا عن مواقفهم المعادية للجمهورية الإسلامية، لأن مكانتها في هذا العالم الجديد ستكون مكانة محورية تتوافق مع عوامل الاقتدار السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية، وعلاقتهم مع إيران ستجعلهم يأوون إلى ركن شديد، وصديق مأمون.
وهناك اعتقاد آن الكثير من الدول سوف تتخلص من قبضة أمريكا وسوف تفتح آفاق جديدة في علاقاتها مع إيران في ظل هذه الظروف.