المقالات

أمام أنظار الحكومة القادمة /1/عن الثقافة وشجونها 

1447 2022-07-26

د. حسين القاصد ||   تنماز وزارة الثقافة والسياحة والآثار عن غيرها من الوزارات العراقية الأخرى لا سيما في سمتها الأشهر كوزارة للثقافة والمثقفين ، وميزتها هي ان اغلب كوادر هذه الوزارة هم من غير الموظفين فيها ؛ فالشاعر الذي يعود إبداعه الى رصيد وزارة الثقافة وسمعتها ليس شرطا أن يكون موظفا فيها ، ومثله القاص والروائي والفنان التشكيلي ، والناقد الأدبي والفني ؛ ولعل اغلب النقاد هم من الأوساط الجامعية ؛ وهذه الميزة تسهم في تذليل العقبات المالية فضلا عن ازدهار العملية الإبداعية على نفقة مالية من خارج ميزانية وزارة الثقافة . والآن ، ونحن على وشك حكومة جديدة، لنا أن نشير إلى بعض نقاط التلكؤ التي اعاقت العمل الإبداعي في هذه الوزارة في الدورة الحالية ؛ ذلك لأن الوزارة اهتمت بتغيير الكوادر وقرارات ارتجالية في الإعفاء والتكليف، فضلا عن هيكلة بعض المفاصل المهمة فيها.  قد أهملت جانب السياحة المدمج بها واكتفت بالجانب الربحي على حساب ازدهار السياحة، وانشغلت بالايفادات والمعارض الخارجية وبعض الأمور المريبة من مثل مؤتمر التطبيع الذي ادارته وقدمته موظفة بدرجة مدير في وزارة الثقافة!. لم نشاهد كرنفالا سياحيا يستقطب السواح ويطلعهم على معالم العراق او على المنجز الأهم وهو الانتصار على داعش ، فلم تقم الوزارة باستقطاب الوفود العربية والاجنبية الى المناطق المحررة ليرى العالم جرائم ووحشية الإرهاب الداعشي لا سيما مجزرة سبايكر ومجزرة سنجار وحادثة سبي الإيزيديات، ويرى ، ايضا ، إصرار العراقيين على تحرير مدنهم؛ بل ذهبت الوزارة بوفودها إلى الجهات الداعمة للإرهاب وشكرتها على مساعدتها في النصر على داعش!! . طيلة عمر الوزارة الحالية لم تقم بأي توثيق لملاحم الحشد الشعبي ولم تصدر عنها أية تعزية أو استنكار لجريمة المطار، بل اكتفت الوزارة الحالية بكونها وزارة مهرجانات وليتها قامت بتفعيل المهرجانات الأدبية لتشمل السياحة والآثار من خلال إقامة ملتقى للثقافة والسياحة والآثار يتخلله مهرجان شعري وآخر للفن التشكيلي والسينما والمسرح في مكان يفترض أن يكون سياحيا وفيه آثار عراقية ضاربة جذورها في عمق التاريخ الحضاري الإنساني .  لذلك يتطلع المثقفون العراقيون وكذلك العرب الى رؤية ثقافة عراق ما بعد الخراب الداعشي والقرارات الفيسبوكية، من خلال عمل جاد يكون تكاتفيا بين وزارة الثقافة والسياحة والآثار وبين بقية الوزارات التي تصب مخرجاتها في مصلحة الثقافة ، فضلا عن التعاون الجاد مع الاتحادات والنقابات ذات العلاقة لاسيما نقابة الفنانين والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ، ولعل المصادفة تكمن في الانطلاقة المشتركة ، حيث نقابة الفنانين بتشكيلتها الحالية لم يمض وقت طويل على انتخاب هيأتها الجديدة ، وكذلك  الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق  بإدارته الجديدة  ، وهي فرصة كبيرة لوضع خطة تجمع المشتركات بين هذه المؤسسات للنهوض بالثقافة العراقية وانعاش السياحة وتسليط الضوء الثقافي على آثار العراق وإرثه الحضاري . نتمنى أن تكون وزارة الثقافة والسياحة والآثار وزارة إبداع ومبدعين لا وزارة موظفين ورواتب ، لأن لها خصوصية كبيرة ومسؤولية أكبر في نقل وجه العراق المشرق بعد حقبة من الحروب والدمار ؛ وكلنا أمل بمبدعينا والوزارة القادمة ان يكونوا بمستوى التحديات التي خاضها العراق وخرج منها منتصرا عسكريا ؛ لكن الانتصار الثقافي والمدني يقع على عاتق المثقفين والمسؤولين عن الشأن الثقافي العراقي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك